عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ﴾
[آل عمران: 169]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ﴾
[البقرة: 154]، أي: لا تشعرون بحياتهم؛ لأنها حياة برزخية، ومن أمور الآخرة وأمور
الغيب، فنحن نؤمن بأنهم أحياء، ولكنها ليست كحياتهم على الأرض؛ ولذلك تُقسم
أموالهم بعد قتلهم، وتعتد نساؤهم عدة الوفاة، وأما في الآخرة فإنهم أحياء حياة
برزخية، والمراد بهم: الذين قتلوا في سبيل الله، يجاهدون في سبيل الله، يجاهدون في
سبيل الله لإعلاء كلمة الله، هؤلاء هم الشهداء، وقد سُئل صلى الله عليه وسلم عن
الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَاتَلَ
لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا؛ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ» ([1]).
والقتال في سبيل الله له ضوابط، فليس لأي أحد أن يأخذ السلاح، ويقتل، ويفجر، وإنما لا بد أن يكون الجهاد في سبيل الله تحت قيادة ولي أمر المسلمين، إما أن يباشر القيادة، وإما أن يقيم بدلاً منه مَن يقود الجيش في سبيل الله؛ لأن إقامة الجهاد من اختصاص ولي الأمر، ويجاهد المسلمون معه، بَرًّا كان أو فاجرًا، ما دام أنه لم يكفر، وأمر بالجهاد، فإنه يطاع، ويُجاهَد معه في سبيل الله، أما الفوضى وكل يحمل السلاح، ويفجر، ويقتل، فهذا ليس في سبيل الله، بل هذا فساد وإفساد في الأرض، وهذه فوضى، والإسلام لم يأذن بهذا، ولا يسمح به؛ لما يلزم عليه من سفك الدماء، وضياع الحقوق، وإتلاف الأموال،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (123)، ومسلم رقم (1904).
الصفحة 2 / 116