×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قولُه: «فشكَّكوا النَّاسَ في أَدْيانِهم» فلا شكَّ أَنَّ هذا بَلْبَلَةٌ للأَفْكار، فلا يجوز أَنْ يتكلَّمَ في مسائِلِ العلم ولا سيَّما العقائِدُ إِلاَّ من هو راسخٌ في العلم، لا يجوز أَنْ يتكلَّمَ فيها أَنْصافُ المتعلِّمين، أَوْ المتعالمين، فضلاً عن أَهْلِ الزَّيْغ والضَّلالِ.

قولُه: «واختصموا في ربِّهم» أَحْدَثُوا الجَدَلَ، قال تعالى: ﴿مَا يُجَٰدِلُ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَا يَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِي ٱلۡبِلَٰدِ [غافر: 4]، المؤمنُ لا يجادل في آياتِ الله؛ بل يتقبَّلها ويعتقد أَنَّها كلامُ الله، وأَنَّها خيرٌ وهُدًى، أَمَّا الذي يتوقَّف فيها ويتشكَّك؛ فهذا مجادلٌ في كلام الله عز وجل.

قولُه: «وقالوا: ليس هناك عذابُ قبرٍ» هذا متوافقٌ مع مذهبِهم لأَنَّ عندهم مَن عرف اللهَ فهو مؤمنٌ، ولا يلزم أَنَّه يصلِّي ويصومُ ويحجُّ ويَعْتَمِرُ، ولا يُؤَدِّي الأَعْمالَ؛ وبناءً على ذلك ليس هناك عذابُ قبرٍ؛ لأَنَّ النَّاسَ كلَّهم يعرفون اللهَ، وليس هناك معصيَّةٌ وطاعةٌ، فالذين في القبور كلِّهم يعرفون اللهَ، إِذًا لا يُعذَّبون.

قولُه: «ولا حوضٌ ولا شفاعةٌ» كلُّ أُمورِ الغيب أَنْكَرُوها؛ لأَنَّهم يعتمدون على عقولِهم فقط.

قولُه: «والجَنَّةُ والنَّارُ لم يُخْلَقَا» أَيْ: قال الجهميَّةُ: الجَنَّةُ والنَّارُ لم يُخْلَقَا الآن، مع أَنَّ اللهَ أَخْبر أَنَّهما مخلوقتان الآن، قال تعالى في الجَنَّةِ: ﴿عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ، هذا يدلُّ على أَنَّها مُعَدَّةٌ وموجودةٌ،


الشرح