×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

 وقال في النَّارِ: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 131]، وأَيْضًا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أَخْبر أَنَّ شدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، دلَّ على أَنَّها موجودةٌ؛ وكذلك النَّارُ لها نَفَسَانِ: نَفَسٌ في الشِّتاءِ وذلك أَشدُّ ما تجدون من البَرْدِ، ونَفَسٌ في الصَّيْفِ وذلك أَشدُّ ما تجدون من الحَرِّ، فقال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1]).

قولُه: «وأَنْكَرُوا كثيرًا ممَّا قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم » أَنْكروا كثيرًا ممَّا جاءَ في الكتاب والسُّنَّةِ؛ لأَنَّه يخالف رَأْيَهم ومعتقدَهم.

قولُه: «فاستحلَّ من استحلَّ تكفيرَهم ودماءَهم من هذا الوجه» من كفَّرهم من أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ فإِنَّه كفَّرهم لمجموع هذه المقالاتِ الخبيثةِ، لأَنَّها تنتهي إِلى أَنَّه ليس هناك دِيْنٌ.

قولُه: «لأَنَّه من رَدَّ آيةً من كتاب الله فقد رَدَّ الكتابَ كلَّه»؛ كما سبق أَنَّه من استدلَّ ببعض القُرْآنِ وترك البعضَ الآخَرَ الذي يتعلَّق به فقد آمَنَ ببعضِ الكتابِ وترك بعضَه، فالذي يستدلُّ بالمتشابه ويترك المُحْكمَ، هذا ممَّن يؤمن ببعض الكتاب ويَكْفُرُ ببعضِه.

قولُه: «ومن رَدَّ حديثًا عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقد رَدَّ الأَثَرَ كلَّه»؛ كذلك السُّنَّةُ فيها مُحْكَمٌ وفيها متشابهٌ، فمن أَخذ المتشابهَ من السُّنَّةِ وترك المُحْكَمَ فقد رَدَّ السُّنَّةَ كلَّها.

قولُه: «وهو كافرٌ باللهِ العظيمِ» هذه هي النَّتيجةُ والعياذُ بالله؛ لأَنَّ الذي يؤمن بالله يقول: ﴿ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ [آل عمران: 7]، أَمَّا صاحبًُ الزَّيْغ فإِنَّما يأْخذ المتشابهَ، لأَنَّه يصلح له، وأَمَّا المُحْكَمُ فإِنَّه


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (510)، ومسلم رقم (615).