×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قولُه: «ووضعوا فيه الكتبَ» يعني: أَلَّفُوا الكتبَ كتبَ الجهميَّة والمعتزلةِ.

قولُه: «وأَطْمَعُوا النَّاسَ وطلبوا لهم الرِّئَاسةَ» أَقْنَعُوا كثيرًا من النَّاس الذين لم يتمكَّنوا من العلم اقتنعوا برَأْيِهم فاتَّبعوهم؛ لأَنَّ الفِتَنَ إِذا جاءَتْ قلَّ من ينجو منها، لكنْ من النَّاس من يتأَثَّر بها تأَثُّرًا كثيرًا، ومنهم من يتأَثَّر تَأَثُّرًا دون ذلك، ومنهم من يَسْلَمُ منها، ولكنْ بعد الابتلاءِ والامتحانِ، أَقْنعوا النَّاسَ بمذهبِهم وأَغْرَوهُمْ بالمال، هُمْ تارةً يأْتون بالتَّهديد والقتلِ والضَّربِ والحبسِ، وتارةً يأْتون بالتَّرغيب بالمال والوظائِفِ والمستقبلِ المشرقِ، فالجاهلُ وصاحبُ الطَّمَعِ يبيع دِيْنَهُ بدُنْيَاهُ والعياذُ باللهِ.

قولُه: «فكانت فتنةٌ عظيمةٌ، لم ينج منها إِلاَّ من عصم اللهُ» لم ينج منها إِلاَّ من تمسَّك بالكتاب والسُّنَّةِ وصبر على ما يصيبه مثلُ الإِمْامِ أَحْمَدَ، وهناك من قُتِلَ وهو متمسِّكٌ بالكتاب والسُّنَّةِ، أَمَّا الذي طَاوَعَهم وسار معهم فهذا هَلَكَ معهم.

قولُه: «فأَدْنَى ما كان يصيب الرَّجلَ من مجالستِهم أَنْ يَشُكَّ في دِيْنِه» يعني: من النَّاس من انحرف عن دِيْنِه، ومنهم من لم ينحرفْ عن دِيْنِه لكنَّه حصل عنده تشكُّكٌ في بعض الأُمور؛ لأَنَّ مجالستَهم لا تأْتي بخيرٍ.

قولُه: «أَوْ يتابعهم» من مجالسهم إِمَّا أَنْ يصيبَه شيءٌ كثيرٌ وينحرف، أَوْ شيءٌ من الانحراف، أَوْ على الأَقلِّ يصير عنده نوعُ تشكُّكٍ في بعض الأُمور.


الشرح