×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

لأَنَّهم يريدون مراجعةَ عُثْمَانَ فقط، فلمَّا كان باللِّيل - والعياذُ بالله - هَجَمُوا على عُثْمَان َفي داره وقتلوه في آخِرِ اللَّيل، والنَّاسُ نيامٌ، وفي موسم الحجِّ، وأَغْلبُ الصَّحابة في مَكَّةَ، وهذا ما خطَّطوا له، فقتلوه رضي الله عنه مظلومًا عند ذلك حدثتِ الفِتْنَةُ والتَّفرقُ والاختلافُ والاقتتالُ بين المسلمين، ولا يزال المسلمون يعانون من هذا إِلى الآن.

قولُه: «فليس لأَحدٍ رَخْصةٌ في شيءٍ أَحْدَثَه، ممَّا لم يكنْ عليه أَصْحابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم » هذه هي القاعدةُ، أَنَّنا عند الاختلافُ نرجع إِلى ما كان عليه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وأَصْحابُه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ: مَن هِيَ الفِرْقةُ النَّاجيةُ؟ قال: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]) نرجع إِلى هذا.

قولُه: «أَوْ يكون رجلٌ يدعوا إِلى شيءٍ أَحْدَثَه مَن قَبْلَه من أَهْلِ البِدَعِ، فهو كمن أَحْدَثَه» مَن عمِل بالبِدْعة فهو كمن أَحْدَثَ البِدْعةَ؛ كما يدلُّ عليه قولُه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، وفي روايةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) فمن عَمِلَ بالبِدْعَةِ فهو مبتدعٌ، ولو كان الذي أَحْدَثَها غيرُه.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والمروزي في «السنة» رقم (59)، والطبراني في «الكبير» رقم (62).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1718).