قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: واعلمْ أَنَّ النَّاسَ لو وقفوا عند مُحْدثاتِ الأُمور ولم
يتجاوزوها بشيءٍ ولم يولِّدوا كلامًا ممَّا لم يجئْ فيه أَثَرٌ عن رَسُولِ الله صلى
الله عليه وسلم ولا عن أَصْحابِه لم تكنْ بدعةٌ.
**********
قولُه: «واعلمْ أَنَّ النَّاسَ لو وقفوا عند مُحْدثاتِ الأُمور ولم يتجاوزوها بشيءٍ ولم يُولِّدُوا كلامًا ممَّا لم يجئْ فيه أَثَرٌ عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أَصْحابِه لم تكنْ بدعةً» لو أَنَّ النَّاسَ «وقفوا عند مُحْدثات الأُمور» معناه لو توقَّفوا عنها، ولم يدخلوا فيها، واقتصروا على السُّنَّة، ولم يخرجوا عنها إِلى البِدَع لحصلتْ لهم النَّجاةُ، لكنَّ من تجاوز السُّنَّةَ وأَحْدَثَ أَقْوالاً ليس لها دليلٌ من كتاب اللهِ ولا من سُنَّةِ رَسُولِه صار مع المبتدعة، ومع الفِرَق الضَّالةِ، فلا نجاةَ إِلاَّ بهذه السُّنَّةِ التي تَرَكَنا عليها رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّتِي» ([1])، وفي حديثٍ آخَرَ: «تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ» ([2])، هذا سبيلُ النَّجاة: سُنَّةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وما كان عليه هُوَ وأَصْحابُه وهو مضمونٌ هذا الكتابُ الذي نقرأُ، هو شرح لهذا الأَمْرِ.
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والبزار رقم (8993)، والحاكم رقم (319).