الثَّاني: الفعلُ: كأَنْ يُذْبَحَ لغيرِ الله، أَوْ يُنْذَرَ لغيرِ الله،
أَوْ يُسْجَدَ لغير الله، يُسْجَدُ للضَّريح، هذا فعلٌ.
الثَّالثُ: أَوِ الاعتقادُ بالقلب: كأَنْ يعتقدَ صِحَّةَ
الكفرِ، وصِحَّةَ ما عليه الكفَّارِ، كالذي يعتقد صِحَّةَ ما عليه اليَهُودِ
والنَّصَارَى بعد بَعْثَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
الرَّابعُ: أَوْ شكٌّ: كأَنْ يشكَّ في القُرْآنِ هل هو صحيحٌ أَوْ ليس
صحيحًا؟ هل هذه الآيةُ صحيحةً أَوْ ليست صحيحةً؟ فهذا يُكفَّر -والعياذُ بالله-
أَوْ شكَّ فيما صحَّ عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم من الأَحاديث.
هذه أُصولُ الرِّدة: قولٌ، أَوْ فعلٌ، أَوْ اعتقادٌ، أَوْ شكٌّ، ثم ينشأُ
عن هذه الأَرْبعةِ أَنْواعٌ من نواقض الإِسْلام كثيرةٌ ذكرها العلماءُ، وقد لخَّص
منها شيخُ الإِسْلام مُحَمَّدُ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله رسالةً ذكر فيها
عشرةُ نواقضٍ من أَخْطرِها وأَهمِّها، وإِلاَّ فالنَّواقضُ كثيرةٌ مذكورةٌ في باب
حُكْمِ المُرْتدِّ من كُتُبِ الفِقْه.
قولُه: «أَوْ يزيد في كلامِ الله، أَوْ
ينقص» يزيد آيةً أَوْ حرفًا في كلام الله، أَوْ ينقص حرفًا أو آيةً من كلام
الله، لهذا يكفر والعياذُ بالله؛ لأَنَّه مُحرِّفٌ لكلام الله، مُغيِّرٌ لكلام
الله عز وجل، فالقُرْآنُ كلُّه حقٌّ، وكلُّه كما أُنْزِلَ على مُحَمَّدٍ صلى الله
عليه وسلم، لم يُغيَّرْ ولم يُبدَّلْ، وهو محفوظٌ بحفظِ الله جل وعلا، ولا أَحدٌ
يستطيع أَنْ يُغيِّرَه، لكنَّ من حاول فإِنَّه يكفر ويخرج من الإِسْلام، ولن
يُغيَّرَ القُرْآنُ أَبدًا، لأَنَّه محفوظٌ بحفظِ الله عز وجل.