×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قولُه: «أَوْ ينكر شيئًا ممَّا قال اللهُ عز وجل، أَوْ شيئًا ممَّا تكلَّم به رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم » أَوْ يُنكر شيئًا من القُرْآنِ، يقول: هذا لا يصلح لهذا العصرِ. أَْو حديثُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يصلح في زمانٍ مضى ولا يصلح لحضارةِ اليوم، يعني القُرْآنَ والسُّنَّةَ إِنَّما هي لعصرٍ مضى وعصورٍ مضتْ، ولا تصلح لنا اليومَ. هذا يكفر - والعياذُ بالله - وكثيرٌ ممَّن يقولون: إِنَّ أَحْكامَ الشَّريعة لا تصلح لهذا الزَّمانِ ولا تنطبق على هذا الزَّمانِ، وهذا كفرٌ صريحٌ، فإِذا صحَّ الحديثُ عن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فلا يجوز إِنْكارُه أَوْ يقال: هذا كما يصلح لهذا الزَّمانِ.

قولُه: «فاتَّقِ اللهَ» اتَّقِ اللهَ أَنْ يقعَ في نفسك شيءٌ من هذه الأُمورِ فتخرج عن دِيْنِك، اتَّقِ في نفسك ولا تُزَكِّ نفسَك أَوْ تَأْمَنْ على دِيْنِك.

قولُه: «وانْظُرْ لنفسِك» انْظُرْ لنفسك لا تنظرْ للنَّاس وما عليه النَّاسُ، انْظُرْ لنفسِك، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ [المائدة: 105]، لا تقل: هذا عليه النَّاسُ كلُّهم. انظرْ لنفسك انْجُ بنفسِك، النَّاسُ دَعْهم عنك إِذا لم يقبَلوا الحقَّ فأَنْتَ اثْبُتْ عليه ولا تغترَّ بما عليه النَّاسُ.

قولُه: «وإِيَّاكَ والغُلُوَّ في الدِّين» هذه ناحيةٌ أُخْرى؛ لأَنَّ الدِّينَ يخرج الإِنْسانُ منه بأَحدِ أَمْرين:

* إِمَّا بتركِه، أَوْ تركِ شيءٍ منه زهدًا فيه.

* وإِمَّا بالغُلُوِّ والزِّيادةِ في التَّشدُّد.


الشرح