قولُه: «أَوْ ينكر شيئًا ممَّا قال اللهُ
عز وجل، أَوْ شيئًا ممَّا تكلَّم به رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم » أَوْ
يُنكر شيئًا من القُرْآنِ، يقول: هذا لا يصلح لهذا العصرِ. أَْو حديثُ الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يصلح في زمانٍ مضى ولا يصلح لحضارةِ اليوم، يعني
القُرْآنَ والسُّنَّةَ إِنَّما هي لعصرٍ مضى وعصورٍ مضتْ، ولا تصلح لنا اليومَ.
هذا يكفر - والعياذُ بالله - وكثيرٌ ممَّن يقولون: إِنَّ أَحْكامَ الشَّريعة لا
تصلح لهذا الزَّمانِ ولا تنطبق على هذا الزَّمانِ، وهذا كفرٌ صريحٌ، فإِذا صحَّ
الحديثُ عن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فلا يجوز إِنْكارُه أَوْ يقال: هذا كما
يصلح لهذا الزَّمانِ.
قولُه: «فاتَّقِ اللهَ» اتَّقِ اللهَ
أَنْ يقعَ في نفسك شيءٌ من هذه الأُمورِ فتخرج عن دِيْنِك، اتَّقِ في نفسك ولا
تُزَكِّ نفسَك أَوْ تَأْمَنْ على دِيْنِك.
قولُه: «وانْظُرْ لنفسِك» انْظُرْ
لنفسك لا تنظرْ للنَّاس وما عليه النَّاسُ، انْظُرْ لنفسِك، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ﴾ [المائدة: 105]، لا
تقل: هذا عليه النَّاسُ كلُّهم. انظرْ لنفسك انْجُ بنفسِك، النَّاسُ دَعْهم عنك
إِذا لم يقبَلوا الحقَّ فأَنْتَ اثْبُتْ عليه ولا تغترَّ بما عليه النَّاسُ.
قولُه: «وإِيَّاكَ والغُلُوَّ في الدِّين»
هذه ناحيةٌ أُخْرى؛ لأَنَّ الدِّينَ يخرج الإِنْسانُ منه بأَحدِ أَمْرين:
* إِمَّا بتركِه، أَوْ تركِ شيءٍ منه زهدًا فيه.
* وإِمَّا بالغُلُوِّ والزِّيادةِ في التَّشدُّد.