×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

اليَهُودِيِّ، وأَحْدثِ الفِتْنة في المسلمين، ودعا إِلى التَّشيُّعِ لعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وأَنَّه هو الوصيُّ بعد الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وأَنَّ الصَّحابةَ ظلموه، وأَخَذُوا الخِلافةَ منه، فمن ذلك الوقتِ ظهَر التَّشيُّعُ، وقد ذكر العلماءُ أَنَّ الشِّيْعةَ فِرَقٌ كثيرةٌ.

أَوَّلُ فِرَقٍ الشِّيْعةُ: المفضِّلةُ: الذين يُفضِّلون عَلِيًّا على غيرِه من الصَّحابة حتى على أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ، هؤُلاءِ يُسمُّون بـ«المُفَضِّلَة» ولكنَّهم لا يطعنون في خِلافة أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ، إِنَّما يقولون: إِنَّ عَلِيًّا أَفْضلُ، وهذا خطأٌ، فعَلِيٌّ هو رابعُ الخلفاءِ الرَّاشدين، ليس أَفْضلَ من أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ حتى إِنَّه هو رضي الله عنه أنكر على من يُفضِّله على أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، وهدَّد من يقول ذلك بالعقوبة.

الفِرْقةُ الثَّانيةُ: الذين يقولون: إِنَّ عَلِيًّا هو وَصِيُّ الرَّسُولِ، وهو أَحقُّ بالخِلافة، وخلافةُ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ ظلمٌ واغتصابٌ. يقولون: إِنَّ الخلافةَ لعَلِيِّ وهو الوصيُّ بعد رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأَنَّ الصَّحابةَ ظلموه واغتصبوا الخلافةَ منه، إِلى ضلالاتٍ كثيرةٍ عندهم.

الفِرقةُ الثَّالثةُ: الشِّيْعةُ الغُلاةُ الذين يقولون: إِنَّ الرِّسالةَ لعَلِيٍّ ولكنَّ جِبْرِيْلَ خَانَ فصَرَفَها لمُحَمَّدٍ، وإِلاَّ فالرِّسالةُ أَصْلُها لعَلِيٍّ، يقولون: «خان الأَمِيْنُ وصدَّها عن حَيْدَرَة» الأَمِينُ: جِبْرِيْلُ عليه السلام، فصدَّ الرِّسالةَ من مُحَمَّدٍ إِلى حَيْدرَة وهو عَلِيٌّ.

الفِرقةُ الرَّابعةُ - أَشدُّ منهم -: يقولون: إِنَّ عَلِيًّا إِلَهٌ، وهُمُ الذين حرَّقهم عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بالنَّار، حفَّر لهم الأَخَادِيْدَ وأَوْقَدَ فيها


الشرح