قال
المُؤَلِّفُ رحمه الله: فاتَّقِ اللهَ يا عبدَ الله، وعليكَ بالتَّصْديق والتَّسْليمِ
والتَّفْويضِ والرِّضى لما في هذا الكتابِ، ولا تكتمْ هذا الكتابَ أَحدًا من أَهْلِ
القِبْلة فعسى يَرُدُّ اللهُ به حَيْرَانًا عن حَيْرتِه، أَوْ صاحبَ بدعةٍ عن بدعتِه،
أَوْ ضالاً عن ضلالتِه فينجو به، فاتَّقِ اللهَ، وعليك بالأَمْرِ الأَوَّلِ العتيقِ،
وهو ما وصفتُ لك في هذا الكتابِ، فرحم اللهُ عبدًا، ورحمَ والديْه، قرأَ هذا الكتابَ،
وبَثَّهُ، وعمل به، ودعا إِليه، واحْتجَّ به، فإِنَّه دِيْنُ الله ودِيْنُ رَسُولِ
الله صلى الله عليه وسلم.
**********
قولُه: «فاتَّقِ اللهَ يا عبدَ الله،
وعليكَ بالتَّصْديقِ والتَّسْليمِ» عليكَ بالتَّصْديق لا تكذب شيئًا ممَّا
ذُكِرَ في هذا الكتابِ؛ لأَنَّه مأْخوذٌ من الكتاب والسُّنَّةِ، فعليك بالتَّسْليم
به، وعدمِ التَّردُّد في الأَخْذِ به، والاتِّباعِ وعدمِ التَّكاسل.
قولُه: «والتَّفْويض» يعني: لا
تُحْدِثُ شيئًا من عندِك، وليس التَّفْويضُ الذي عليه المفوّضة في الصِّفات.
قولُه: «والرِّضى لمَا في هذا الكتاب»
ممَّا هو من أُصولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، وليس هذا مدحًا وتزكيةً لكتابِه؛
كما يظنُّ بعضَ الشُّرَّاح، إِنَّما هو يحثُّ على الأَخْذِ بما ذكره فيه، يَحُثُّك
على أَنْ تأْخذَ ممَّا ذكره فيه من الأُصولِ الصَّحيحةِ من الكتاب والسُّنَّةِ،
لأَنَّه لم يأْتِ بشيءٍ من عنده أَوْ يبتكر من عنده أَبدًا.
قولُه: «ولا تكتمْ هذا الكتابَ أَحدًا من
أَهْلِ القِبْلة» يعني: انْشُرْ هذا الكتابَ، ووَزِّعْه على «أَهْلِ القِبْلة» يعني على المسلمين
ينتفعوا به؛ لأَنَّ هذا من نشر العلمِ النَّافعِ، ومن التَّواصي بالحقِّ؛ وهكذا
يجب أَنْ تُنْشَرَ