قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا سمعتَ الرجُل يقولُ: إنَّا نحن نُعظِّم اللهَ، إذا سمعَ
آثارَ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فاعلمْ أنه جَهْمِيٌّ، يُريد أن يَرُدّ أثرَ
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ويَدفعه بهذه الكَلِمة، وهو يزعمُ أنه يُعظِّم اللهَ
ويُنزِّهه إذا سمعَ حَديث الرُّؤْيَة، وحَديث النزُول، وغَيره، أَفَلَيْسَ قد رَدّ
أثرَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا قالَ: إنا نحن نُعظِّم اللهَ أن يَنْزِل من
مَوضعٍ إلى مَوضعٍ فقد زعمَ أنه أعلمُ باللهِ من غَيره، فاحذرْ هؤلاءِ، فإن جُمهور
الناسِ من السُّوقة وغَيرهم على هذا الحالِ، وحَذر النَّاس مِنهم.
**********
قولُه: «وإذا سمعتَ الرجُل يقولُ: إنَّا
نحن نُعظِّم اللهَ، إذا سمعَ آثارَ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فاعلمْ أنه
جَهْمِيٌّ» لأن الجَهْمِيّ إذا سمعَ أحاديثَ الصِّفات مِثل حَديث النزولِ،
وحَديث رُؤية المُؤمنين اللهَ عز وجل، إذا سمعَها قالَ: إنَّنا نُعظِّم الله عز
وجل. أي: إنَّنا نُعظِّمه عن هذهِ الأحادِيث؛ لأَنَّها عِنده تَقتضِي تَشبيه اللهِ
بخَلقه، وهذا تنقُّص للهِ فيكُون عِنده أن أحاديثَ الرَّسُول فيها تنقُّصٌ للهِ،
وفيها تشبيهٌ، فهو لا يُرِيد تعظيمَ اللهِ التعظِيم الحَقيقي، لكِن له هدفٌ من
هَذه الكَلِمة، هو يُريد أنه لا يَعملُ بهذه الأحاديثِ.
قولُه: «يُريد أن يَرُدّ أثرَ رسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم، ويَدفعه بهذه الكَلِمة» أي: بكلمةِ «نُعظِّم اللهَ»، فهِي كَلمة حَقٍّ ولكن
يُراد بها باطلٌ، يُراد بها ردُّ أحاديثِ الصفاتِ الصحيحةِ الثابتةِ عن رسُول
اللهِ صلى الله عليه وسلم لأنه زعمَ أنها تنقُّصٌ للهِ عز وجل.