قال
المُؤلِّف رحمه الله: وإذا سألَك أحدٌ عن مسألةٍ في هذا البابِ وهو مُسترشِد فكَلِّمْه
وأَرشِدْه، وإذا جاءَك يُناظرك؛ فاحذرْهُ، فإن في المُناظرة: المِراء والجِدال والمُغالبة
والخُصومة والغَضَب، وقد نُهِيت عن جَميع هَذا جدًّا، وهو يُزِيل عن طَريق الحَقّ،
ولم يَبلُغنا عن أحدٍ من فُقَهائِنا وعُلمَائِنا أنه نَاظَرَ أو جَادَلَ أو خَاصَمَ.
**********
قولُه: «فقد زعمَ أنه أعلمُ باللهِ من
غَيره» أي: أنه أعلمُ باللهِ من الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وهل بَعد هذا
الكُفرِ كُفر والعِياذ باللهِ.
قولُه: «فإن جُمهورَ الناسِ من السُّوقة
وغَيرهم على هذا الحالِ» السُّوقة: يَعني العَوام، إذا سَمِعوا كلمةَ «نُعظِّم اللهَ» أخذُوا كلامَ الجَهْمِيّ
على ظاهرِه لأنهم لا يَدرُون عن مُراده.
قولُه: «وإذا سَأَلَك أحدٌ عن مسألةٍ في
هذا البابِ وهو مُسترشِد فكَلِّمْه وأَرشِدْه» السَّائل ينقسمُ إلى قِسمين:
القسم الأول: سائلٌ مسترشدٌ، فهذا له الحَقُّ أنك تُجِيبه وتُوضِّح
له، وتُشَجِّعه.
القسم الثاني: سائلٌ مُتعنِّتٌ مُعترِضٌ يُشَبِّهُ على الناسِ، فهذا
احذَرْهُ ولا تَدخُل معه في مَيدان، فإنك إذا تَركتَه انحسمَ الأمرُ، وإذا دخلتَ
معه فإن الأمرَ يَزِيد شرًّا، وهو يُرِيد أن يُحرِّك الفِتنة.
«في هذا البابِ» يعني: بَاب
الأسماءِ والصِّفاتِ.
قولُه: «وإذ جاءَك يُناظرك؛ فاحذَرْهُ»
إن كان قَصْدُه المُناظرة والمُجادلة فاترُكْه، لا تَدخُل معه؛ لأنه يُرِيد
الضلالَ ويُرِيد التلبيسَ.