×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قالَ المُؤلِّف رحمه الله: وبِدعة ظَهرت هي كُفر باللهِ العَظيم، ومن قالَ بها فهو كافرٌ باللهِ لا شكَّ فيه، من يُؤمن بالرَّجْعَة، ويَقول: عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه حَيٌّ، وسيَرجع قبلَ يومِ القِيامة، ومُحمد بن عليٍّ، وجَعفر بن محمدٍ، ومُوسى بن جعفرٍ، ويتكلَّمون في الإِمَامَة، وأنهم يَعلمون الغَيب، فاحذرْهم فإنهم كفارٌ باللهِ العَظيم، ومن قالَ بهذا القَول. 

**********

قولُه: «ومن يُؤمن بالرَّجْعَة» هذا عِند الشِّيعة، فهم يَقولون: إن الأمواتَ من الأئمَّة من أهلِ البيتِ يَرجعون في آخِر الزَّمان، ويَقومون بالعَدل، ويُخرِجون عُمر وأبا بكرٍ والصحابةَ من قُبورهم ويَحرقونهم.

قولُه: «ومن قالَ بها فهو كافرٌ باللهِ لا شكَّ فيه» الذِي يَقول بالرَّجْعَة على هذا النحوِ لا شَك أنه كافرٌ باللهِ عز وجل.

قولُه: «ويَقول: عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه حَيٌّ» الغُلاة مِنهم مَن يَقولون: عليٌّ لم يَمُتْ وهو في السَّحَاب ويَعبدونه.

قولُه: «ومُحمد بن عليِّ» ابن الحُسَين البَاقِر، «وجَعفر بن مُحمد» ابن عليِّ بن الحُسين وهو جَعفر الصَّادِق، «ومُوسى بن جَعفر» الكَاظِم ابن جَعفرٍ الصَّادق؛ ولذلك الرَّافِضَة يُسَمُّون أنفسَهم بـ «المُوسَوِيَّة» و«المُوسَوِيّ» نسبةً إلى مُوسى الكَاظِم.

قوله: «ويَتكلمون في الإِمَامَة، وأنهم يَعلمون الغَيب» يَعتقدون في أئمَّتهم أنهم يَعلمون الغَيْب، وأنهم يَشرعُون ما شَاؤُوا، ويَنسخُون ما شَاؤوا من الشَّرْع؛ لأن اللهَ فَوَّضَهم بهذا.

«وأنهم» أي: الأئمَّة «يَعلمون الغَيْب» وهل أحدٌ يَعلم الغَيْب إلا الله؟!


الشرح