×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: قال طُعْمَة بن عَمرو، وسُفيان بن عُيَيْنة رحمهما الله: «من وقفَ عِند عُثمان وعليٍّ، فهو شِيعيٌّ، لا يعدلُ، ولا يكلَّم، ولا يُجالَس، ومن قَدَّم عليًّا على عثمانَ رضي الله عنهما فهو رَافِضِيٌّ، قد رفضَ آثارَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم، ومن قَدَّم الأربعةَ على جَميعهم، وترحَّم على الباقينَ وكَفَّ عن زَلَلِهم، فهو على طريقِ الاستقامةِ والهُدَى في هذا البابِ». 

**********

قولُه: «فاحذرْهم فإنَّهم كُفارٌ باللهِ العَظيم» من ادَّعَى علمَ الغيبِ أو أن أحدًا يَعلم الغيبَ إلا من عَلَّمَه اللهُ من رُسله فهو كافرٌ، قال َتَعالى: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧ [الجن: 26- 27] هذا خاصٌّ بالرُّسُل، لأجلِ مَصلحة الأمَّة، والدعوَة إلى اللهِ، وليكونَ مُعجزةً لهم، أما غَير الرُّسُل فلا أحدَ يُطلِعه اللهُ على شيءٍ من الغَيب.

من توقَّف في شأنِ عُثمان وعليٍّ، وقالَ: إن الخِلافة لعليٍّ وليستْ لعُثمان فهو شِيعِيٌّ، فكيفَ بالذِي يَقول: إن الخِلافة ليستْ لأبي بكرٍ وعمرَ بل هي لعليٍّ وهو الوَصِيّ؟!

قولُه: «لا يعدلُ، ولا يُكلَّم، ولا يُجالَس» فهو شِيعيٌّ يُتبرَّأ منه «لا يعدلُ» يَعني: لا يُحكَم بعَدالته، «ولا يُكلَّم» تَكليمَ إكرامٍ وانبساطٍ وموافقةٍ، «ولا يُجالَس»؛ لأن ضررَه يَنتشر على مَن جَالسَه؛ لأن دُعاة الضلالِ يؤثِّرون على جُلسائِهم ومن صَحِبَهم.


الشرح