×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قال المُؤلِّف رحمه الله: وقالَ الفُضيل بن عِياضٍ: «من عظَّمَ صاحبَ بدعةٍ فقد أعانَ على هَدْمِ الإسلامِ، ومن تبسَّم في وجهِ مُبتدعٍ؛ فقد استخفَّ بما أنزلَ اللهُ عز وجل على مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ومن زوَّجَ كريمتَه من مُبتدع فقد قطعَ رحمَها، ومن تبعَ جنازةَ مبتدعٍ لم يَزَل في سخطٍ من اللهِ حتى يرجعَ».

وقالَ الفُضيل بن عِياضٍ رحمه الله: «وَمَنْ جَلَسَ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، أَوْرَثَهُ اللَّهُ الْعَمَى».

وقالَ الفُضَيل بن عِياضٍ: «آكلُ مع يَهودِيٍّ ونَصرانيٍّ ولا آكُلُ مع مبتدعٍ، وأُحِبُّ أن يكونَ بَيني وبينَ صاحبِ بدعةٍ حِصنٌ من حديدٍ».

وقالَ الفُضَيل بن عِياضٍ: «إذا عَلم اللهُ من الرجُل أنه مُبغضٌ لصاحبِ بِدعة؛ غَفر له، وإن قَلّ عَمَله، ولا يَكُون صَاحب سنةٍ يُمالِئ صاحبَ بدعةٍ إلا نفاقًا، ومَن أعرضَ بوَجهه عن صاحبِ بدعةٍ، مَلَأَ اللهُ قلبَه إيمانًا، ومَن انتهرَ صاحبَ بدعةٍ آمَنَهُ اللهُ يومَ الفَزَع الأَكْبَر، ومَن أهانَ صاحبَ بدعةٍ رفعَه اللهُ في الجَنة مائةَ درجةٍ، فلا تكُن صاحبَ بدعةٍ في اللهِ أَبدًا».

انتهَى واللهُ أَعْلَم وصلَّى اللهُ وسَلَّمَ على نَبِيِّنا مُحمَّدٍ 

**********

 1- قَول الفُضَيل بن عِياضٍ رحمه الله: «مَن عظَّم صاحبَ بدعةٍ فقد أعانَ على هَدمِ الإسلامِ»، لأن البِدعةَ ضِدّ الإسلامِ، فإذا شجَّعت المُبتدع فقد أعنتَ على هَدمِ الإسلامِ، لأن الإسلامَ هو السنَّة، والسنَّة هي الإسلامُ، كما سبقَ.


الشرح