×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

فالواجبُ على الإنسانِ ألا يُعظِّم أهلَ البِدَع، ولا يَمدحهم، ولا يُثني عليهم، والآنَ-كما تَسمعون- من مَدَح الكُفَّار واليَهُود والنَّصَارى، والثَّناء عليهم وأنهم أصحابُ التقدُّم والرُّقِيّ والحَضَارة وأننَا مُتخلِّفون ومتأخِّرون... إلى آخرِ ما يَقولون، هذا من أشدِّ النفاقِ والعياذُ باللهِ.

قولُه: «ومَن تبسَّم في وَجه مبتدعٍ، فقد استخفَّ بما أنزلَ اللهُ عز وجل على مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم »؛ لأن المبتدعَ مُخالفٌ لما أنزلَ اللهُ على مُحمدٍ، فإذا تبسَّم في وَجهِه مُنبسطًا معه فإنه يكُون قد خالفَ ما جاءَ في الكِتَاب والسُّنة من هَجرهم وبُغضهم والابتعادِ عنهم وعدمِ الرِّضَى عنهم، لأن الابتسامَ يَدُلّ على الرِّضَى والانبساطِ معهم.

قولُه: «ومن زوَّجَ كريمتَه من مبتدعٍ فقد قطعَ رحمَها» الوَاجب على من عِنده مَوْلِيَّة: بِنت أو أُخت أو من يتولَّى عقدَ نكاحِها أن يَختار لها الكُفْء الصَّالِح قالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ» ([1])، فإذا لم تَتَحَرَّ لمَوْلِيَّتك المَرْضِيّ في دِينه وأمانتِه يَحصل فسادٌ كبيرٌ، حيثُ يتزوَّجها واحدٌ من أهلِ النفاقِ أو من أهلِ البِدَع فتَضِلّ معَه، وتكُون أنت السَّبَب في ذلك.

قالَ: «ومن تبعَ جَنازته مُبتدع لم يَزَل في سخطٍ من اللهِ حتَّى يرجعَ» إذا ماتُوا لا تصاحبْ جَنائزهم؛ لأنهم يَنزلُ عَليهم الغَضَب والعَذَاب ويُصِيبكم ما أصابَهم.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1084)، وابن ماجه رقم (1967)، وسعيد بن منصور في «سننه» رقم (590).