×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

2- قَول الفُضَيل بن عِياضٍ: «من جلسَ مع صاحبِ بدعةٍ وَرَّثه العَمَى» يَعني العَمى في البَصيرة، وعَمى القلبِ.

3- قَول الفُضيل بن عياضٍ: «آكلُ مع يَهودِيٍّ ونَصرانيٍّ ولا آكُلُ مع مبتدعٍ»؛ لأن اليَهودي والنصرَاني مَعروفٌ أنه صاحبُ دينٍ ومِلَّة دينيةٍ مُخالفةٍ لدِيننا، وهو من أهلِ الكِتاب، أما المُبتدع فإنه يَدَّعِي الإسلامَ، أما اليَهُودي أو النصرَاني فلا يَدَّعِي الإسلامَ، وتَعرف أنه يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، لكن المُشكلة فيمن يَدَّعي الإسلامَ، وتَثق به، وتَجلس معه فيَجُرّك إلى الشرِّ، وخَطره أَشَد من خَطر العَدو المُصرِّح بالعَدَاوة.

قَوله: «وأُحِبُّ أن يكونَ بَيني وبينَ صاحبِ بدعةٍ حِصنٌ من حديدٍ» يَعني: يَمنع الاختلاطُ به.

4- قَول الفُضَيل: «إذا عَلم اللهُ من الرجُل أنه مُبغضٌ لصاحبِ بِدعة؛ غَفر له، وإن قَلّ عَمَله»؛ لأن هَذا من الوَلاَء والبَراء؛ الوَلاء لأهلِ الإيمَان، والبَراء من أعداءِ اللهِ، هذا أصلٌ من أصولِ العقيدةِ.

قولُه: «ولا يَكُن صَاحب سنةٍ يُمالِئ صاحبَ بدعةٍ إلا نفاقًا» إذا مَالَأَ صَاحب السنةِ صَاحب البدعةِ فهذا نَوعٌ من النفاقِ.

قولُه: «مَنْ أَعْرَضَ بِوَجْهِ عَنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ، مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ إِيمَانًا»؛ لأن هَذا من البَرَاء.

قولُه: «وَمَنِ انْتَهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَْكْبَرِ» من انتهرَه بالكلامِ، وأنكرَ عليهِ فإن اللهَ- جل وعلا -يُجازيه يومَ القِيامة، يَوم الفَزَع الأكبرِ بالجَزاء الحَسَن؛ لأنه أنكرَ المُنكَر، أما إذا أَثْنَى عليه ومَدَحه فإن هذا من النِّفاق، ومن مُوالاة أعداءِ اللهِ.


الشرح