قال
المُؤلِّف رحمه الله: وكانَ ابنُ عونٍ رحمه الله يقولُ عندَ الموتِ: «السنَّةَ، السنَّةَ،
وإيَّاكُم والبِدَعَ» حتى ماتَ.
وقال
أحمدُ بن حنبلٍ رحمه الله تعالى: «ماتَ رجلٌ من أصحابِي، فَرُئِيَ في المَنام، فقالَ:
قُولوا لأبي عبدِ اللهِ: عَلَيْكَ بالسنةِ فإن أوَّل ما سألنِي ربِّي عز وجل عن السنَّة».
وقالَ
أبو العَالِية رحمه الله: «مَن ماتَ على السنةِ مَسْتُورًا فهو صِدِّيقٌ، الاعتصامُ
بالسنةِ نَجَاةٌ».
**********
1- قولُ ابنِ عَوْنٍ: «السنَّةَ، السنَّةَ» أي: الزمُوا
السنةَ، مَنصوبٌ على الإِغْرَاءِ، أي: الزمُوا السنةَ وتمسَّكُوا بها.
قولُه: «وإيَّاكُم» تحذيرٌ، «والبِدَع» ما خالفَ السنةَ، أَوْصَى
بهذا عِند الموتِ، من بَاب النُّصْح للأمَّة.
2- قول الإمامِ أحمدَ رحمه الله: «ماتَ
رجلٌ من أصحابِي، فرُئِيَ في المَنام، فقالَ: قولُوا لأبي عبدِ اللهِ: عَليك
بالسنَّة، فإن أوَّل ما سَأَلَنِي رَبِّي عز وجل عن السنَّة» هذا رجلٌ من
أصحابِ الإمامِ أحمدَ إمامِ أهلِ السنَّة، الصابرِ على المِحْنَة رحمه الله، ماتَ
فَرُئِيَ في المَنام، فأَوْصَى من رَآهُ أن يُبلِّغ الإمام أحمد رحمه الله بأن
يتمسَّك بالسنةِ، ويقول: «إن أوَّل ما
سَألني رَبِّي عن السنةِ» فهذا فيه الحَثّ على التمسُّك بالسنةِ، والصبرِ
عَليها.
3- قول أبي العَالِية رحمه الله: «مَن ماتَ على السنةِ مَسْتورًا فهو صِدِّيقٌ»
الصِّدِّيق: هو كَثير الصِّدْق وهو في المَرْتَبة التي تَلِي النَّبِيِّين، فمَقام
الصِّدِّيقِيّة مَقامٌ رفيعٌ، والمُراد بذلك مُلازمة الصِّدق في أَقوالِه
وأَعمالِه.