يُفْتَن الإنسانُ،
فالبُعْدُ عنهم وعَدَم سَماعِ أقوالِهم البَاطِلة عِصمةٌ، أما إذا أَصْغَيْتَ لهم
فإنَّك حَرِيٌّ أن تُفْتَن معَهم.
قولُه: «ووُكِلَ إليها»، يَعني إلى
البِدَع؛ لأن مَن اعتصمَ باللهِ عَصَمَهُ اللهُ، ومن استمعَ إلى البِدَع فإنه
حَرِيٌّ أن يُفْتَن بها، ويُوكَل إليها، يَخرُج من عِصمَة اللهِ سبحانه وتعالى.
2- قول دَاود بن أبي هِنْدٍ رحمه الله: «أَوْحَى اللهُ تباركَ وتَعالى إلى مُوسَى بن عِمْرَان عليه السلام: لا
تُجَالِس أهلَ البِدَع، فإن جَالَسْتَهم فَحَاكَ في صَدرِك شيءٌ مما يَقولون
أُكْبِبْتَ في نَار جهنَّم». هذا مَرْوِيٌّ عن مُوسى عليه السلام: «أن اللهَ أَوْحَى إليه: لا تُجالِس أهلَ
البِدَع» هذا وهو كَلِيم اللهِ يَنْهاهُ اللهُ عن مُجَالَسة أهلِ البِدَع
والمُخالِفين؛ لأنه حَرِيٌّ إذا جَالَسَهم أن يتأثَّر بهم فكَيْفَ بغَيْرِه؟!
قولُه: «فَحَاكَ في نَفسك شيءٌ مما
يَقولون» هذا هو الخَطَر، أنك إذا جَالَسْتَهم وسَمِعت كَلامهم فإنه يَحِيكُ
في نَفْسك أو قد يَحِيكُ في نَفْسك شيءٌ منه، ولا تَعتمد على قُوة إيمانِك أو
عِلمك؛ لأنه عِندهم زيفٌ، وعِندهم تَزْوِير، وعِندهم كلامٌ مَعسولٌ، وعِندهم
أساليبُ، فعَليك أن تَحْذَر مِنهم، ﴿هُمُ ٱلۡعَدُوُّ
فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ﴾ فاحذَرْهم ﴿وَإِذَا
رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ
كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ
فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4]،
فلا تتساهلْ مع أهلِ البِدَع، تَسْتَمع لهم، أو تَجْلِس إليهم.