3- قول الفُضَيْل بن
عِياضٍ رحمه الله: «مَنْ جَلَسَ مَعَ
صَاحِبِ بِدْعَةٍ لَمْ يُعْطَ الْحِكْمَةَ» أي: حُرِم من الحِكْمَة،
والحِكْمة: هي الفِقهُ في دِين اللهِ، فالذِي يُجالِس أهلَ البِدَع يُحرَم من
الفِقه في دِين اللهِ عقوبةً له.
4- قول الفُضَيْل بن عِياضٍ: «لاَ
تَجْلِسْ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكَ
اللَّعْنَةُ»؛ لأن صاحبَ البِدعة يَنزل عليه العَذاب والغضبُ والزَّيْغ،
فيُخْشَى أن يُصيبك شيءٌ مِمّا أصابَه؛ ولهذا قالَ جل وعلا: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ
يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ
غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ
مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68]، وقالَ تَعالى للمُؤمنين: ﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ
فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا
وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ
غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140].
وهذا فيه التحذيرُ من مُجالَسة أهلِ الضَّلال وأهلِ الأهواءِ، ومُجالستهم
ومُصاحبتهم والاستمَاع إلى كلامِهم أو قِراءة كُتبهم، عَليك بالابتعادِ عن هذه
الأُمُورِ، واللهُ المُستعَان، الذِي يَعملُ هذا الآنَ يقولونَ عنه: مُنْغَلِقٌ
ومُتَحَجِّرٌ، وعِنده شكٌّ في الناسِ... إلى آخِر ما يَقُولون.
5- قَول الفُضَيل بن عِياضٍ: «مَن
أحبَّ صاحبَ بدعةٍ» فحَرِيٌّ أن يُحبط اللهُ عملَه، وهذا وعيدٌ شديدٌ خصوصًا
إذا كَانت البِدعةُ مُكَفِّرة، فإنه قد يَستحسنُ كَلامهم وشِركهم وكُفرهم، فيَحبط
عملُه، وهذا من بابِ التحذيرِ، فالإنسانُ لا يُعجَب بنفسِه، أو يَظُن أنه لا
يَتأثّر؛ لا، فالإنسانُ بشرٌ.