الموْعِدِ المحَدَّدِ، فَيَجْتمعُ بذلك رِبا
الفَضل، وَرِبا النسيئة: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ
فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
مقارَنةٌ بيْن رِبا
النسيئة وَرِبا الفَضل:
1- رِبا النسيئة رِبا
جَليٌّ وَرِبا الفَضل رِبا خَفِيٌّ - وَرِبا النسيئة هو الذي كَانوا يَفْعَلونه في
الجَاهليَّةِ - فكان الدَّائِن يُؤَخِّرُ الدَّيْن عن المدِين وَيَزِيدُه عَليْه،
وَكُلما أَخَّرَ زَادَ الدَّيْن، حَتى تصِيرَ الفَائِدَةُ آلافًا مؤَلفَةً.
2- رِبا النسيئة
حُرِّم قصْدًا لما فيه من الضرَرِ العَظِيم، وهو إِثْقال كَاهل المدِين من غير
فَائِدَةٍ تحْصُل له. وَرِبا الفَضل حُرِّم لأَنه وَسيلةٌ لرَبا النسيئة - كَما في
حديث أَبي سعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَبِيعُوا الدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ، فَإنِّي أَخَافُ عليكم الرِّمَا» ([1]) وَالرِّما هو
الرِّبا - فَمنعَهم من رِبا الفَضل؛ لما يَخَافُه عَليْهم من رِبا النسيئة، وَذلك
إِذَا باعُوا دِرْهما بدِرْهميْن وَلا يَفْعَل هذا إلاَّ للتفَاوُت بيْن النوعيْن.
أَما في الجَوْدَةِ أَو غيرها فَإِنهم يَتدَرَّجُون من الرِّبحِ المعَجَّل إِلى
الرِّبحِ المؤَخَّرِ، وهو رِبا النسيئة.
3- رِبا النسيئة
مجْمعٌ على تحْرِيمه إِجماعًا قطْعِيًّا. وَرِبا الفَضل وَقعَ فيه خِلافٌ ضعِيفٌ
كَما سبق.
4- رِبا النسيئة لم يُبحْ منه شَيْءٌ. وَرِبا الفَضل أُبيحَ منه ما دَعَت الحَاجَةُ إِليْه - كَذَا يقول ابن القيِّم رحمه الله في إِعْلام الموَقعِين، قال: لأَن ما حُرِّم سدًّا للذَّرِيعَةِ أَخَفُّ مما حُرِّم تحريم المقاصِدِ وَذَكَرَ من ذلك مسأَلتيْن:
([1])أخرجه: أحمد رقم (5885).