وأدلَّة وجوب ستر وجه المرأة عن غير محارمها من الكِتاب والسُّنَّة كثيرةٌ؛ وإني أُحِيلك أيتها الأختُ المسلمةُ، في ذلك على رسالة «الحجاب واللِّباس في الصَّلاة» لشَّيْخِ الإِْسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّة، ورسالة «الحجاب» للشيخ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَازْ، ورسالة «الصَّارم المشهور على المفتونين بالسُّفُور» للشيخ حَمُودَ بْنِ عَبْدِ اللهِ التُّوَيجري، ورسالة «الحجاب» للشيخ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ العُثَيمِين؛ فقد تضمَّنت هذه الرسائل ما يكفي.
واعلمي أيَّتها
الأُخْت المسلمةُ، أن الذين أباحوا لك كشف الوجه من العلماء مع كون قولهم مرجوحًا
قيَّدوه بالأمْن من الفتنة. والفتنة غير مأمونةٍ خصوصًا في هذا الزَّمان الذي قلَّ
فيه الوازِع الدِّيني في الرِّجال والنِّساء، وقلَّ الحَياء وكثُر فيه دُعاة
الفتنة، وتفنَّنت النِّساء بوضع أنواع الزِّينة على وجوههنَّ مما يدعو إلى الفتنة؛
فاحذري من ذلك أيَّتها الأخت المسلمةُ، والْزَمي الحجابَ الواقيَ من الفتنة بإذن
الله. ولا أحد من علماء المسلمين المعتبَرين قديمًا وحديثًا يُبيح لهؤلاء المفتونات
ما وقعْن فيه اليوم.
ومن النِّساء المسلماتِ من يستعملن النِّفاق في الحجاب، فإذا كُنَّ في مجتمعٍ يلتزم الحجاب، احتجبْن، وإذا كُنَّ في مجتمعٍ لا يلتزم بالحجاب، لم يحتجبْن. ومنْهنَّ من تحتجب إذا كانت في مكانٍ عامٍّ، وإذا دخلت محلًّا تِجاريًّا أو مُستشفى، أو كانت تُكلِّم أحد صاغة الحُلِيِّ أو أحدَ خَيَّاطِي الملابس النِّسائيَّةِ، كشفت وجهها وذراعيها، كأنها عند زوجها أو أحد محارمها. فاتَّقين الله يا من تفعلن ذلك. ولقد شاهدنا بعض النِّساء القادمات في الطائرات من الخارج، لا يتحجبن إلاَّ عند