×
بُحُوثٌ فِقْهيَّةٌ في قضايا عصرية

فاتَّقي الله أيَّتها الأُخْت المسلمة، ولا تنخدعي بهذه الدِّعاية المُغرِضة، فإن واقع النِّساء اللاَّتي انخدعن بها خير شاهدٍ على فسادها وفشلها، والتَّجربة خير برهان. بادري أيَّتها الأُخْت المسلمة، بالزَّواج ما دُمت شابَّةً مرغوبةً، ولا تؤخِّريه من أجل مواصلة دراسةٍ أو عملٍ في وظيفة، فإن الزَّواج المُوفَّق هو سعادتك وراحتك، وهو يُعوِّض عن كل دراسةٍ ووظيفةٍ، ولا يُعوِّض عنه دراسةٌ ولا وظيفةٌ مهما بلغتا. قومي بعمل بيتك وتربيةِ أولادك فإن هذا هو عملك الأساسيُّ المُثمرُ في الحياة ولا تطلبي عنه بديلاً فإنه لا يعدله شيء. لا تُفوِّتي الزَّواج بالرَّجُلِ الصَّالحِ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ» ([1]).

أخذ رأي المرأة في تزويجها:

التي يُراد تزويجها لا تخلو من ثلاث حالاتٍ: إمَّا أن تكون صغيرة بِكْرًا. وإمَّا أن تكون بالغة بِكْرًا. وإما أن تكون ثيِّبًا، ولكل واحدةٍ حكمٌ خاصٌّ.

1- فأمَّا البِكْر الصغيرةُ فلا خلاف أن لأبيها أن يزوِّجها بدون إذنها؛ لأنها لا إذن لها، «لأَِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه زَوَّجَ ابْنَتَهُ عَائِشَةَ رضي الله عنها رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِيْنَ وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْع سِنِيْنَ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1085)، وابن ماجه رقم (1967)، وسعيد بن منصور في «سننه» (590).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3683)، ومسلم رقم (1422).