×
بُحُوثٌ فِقْهيَّةٌ في قضايا عصرية

الأمر الثَّاني: هو ما قدمناه من أن المرأة كلَّها عورةٌ، يجب عليها أن تحتجب، وإنما أُمِر بغضِّ البصر خوفَ الوقوع في الفتنة، ولا شك أن مسَّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغريزة، وأقوى داعيًا إلى الفتنة من النَّظرة بالعين، وكلُّ مُنصِف يعلم صحَّة ذلك.

الأمر الثَّالث: أن ذلك ذريعةٌ إلى التَّلذُّذ بالأجنبيَّة؛ لقلَّة تقوى الله في هذا الزَّمان، وضياعِ الأمانة، وعدمِ التَّورُّع عن الرِّيبة. وقد أُخبرْنا مرارًا أن بعض الأزواج من العوام يُقبِّل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمون ذلك التَّقبيلَ المُحرَّمَ بالإجماع، سلامًا فيقولون: سلَّم عليها، يعنون قبَّلها. فالحق الذي لا شكَّ فيه، التَّباعد عن جميع الفِتَن والرِّيبِ وأسبابِها، ومن أكبرها لمس الرَّجل شيئًا من بدن الأجنبيَّة. والذَّريعة إلى الحرام يجب سدُّها». انتهى.

وختاما: أَيُّها المؤمنون والمؤمنات، أذكِّركم بوصيَّة الله لكم في قوله: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ [النور: 30].

والحمد لله رب العالمين،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

*****


الشرح