بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَبِهِ نَسْتَعِينُ
مَا تَقُولُ السَّادَةُ
الْعُلَمَاءُ، أَئِمَّةُ الدِّينِ رَضي اللَّه عَنْهُم أَجْمَعِينَ فِي رَجُلٍ
ابْتُلِيَ بِبَلِيَّةٍ وَعَلِمَ أَنَّهَا إِنِ اسْتَمَرَّتْ بِهِ أَفْسَدَتْ
دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ، وَقَدِ اجْتَهَدَ فِي دَفْعِهَا عَنْ نَفْسِهِ بِكُلِّ
طَرِيقٍ، فَمَا تَزْدَادُ إِلاَّ تَوَقُّدًا وَشِدَّةً، فَمَا الْحِيلَةُ فِي
دَفْعِهَا؟ وَمَا الطَّرِيقُ إِلَى كَشْفِهَا؟
فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ
أَعَانَ مُبْتَلًى، «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي
عَوْنِ أَخِيهِ» ([1])، أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ.
فَأَجَابَ الشَّيْخُ
الإِْمَامُ الْعَالِمُ، شَيْخُ الإِْسْلاَمِ مُفْتِي الْمُسْلِمِينَ، شَمْسُ
الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍبن أَيُّوبَ إِمَامِ
الْمَدْرَسَةِ الْجَوْزِيَّةِ رحمه الله تعالى :
الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثَبَتَ
فِي «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ» مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلاَّ
أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» ([2]). وَفِي «صَحِيحِ
مُسْلِمٍ» مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ
بِإِذْنِ اللَّهِ» ([3]).
****
الشرح
قولُه: «مَا تَقُولُ السَّادَةُ الْعُلَمَاءُ، أَئِمَّةُ الدِّينِ رَضي اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ فِي رَجُلٍ ابْتُلِيَ بِبَلِيَّةٍ...» هذا هو السؤالُ، رجلٌ ابْتُلِي وافتتنَ في دِينه، فما هو عِلاجه؟! سؤالٌ عظيمٌ يَحتاج إليه كُل أحدٍ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2699).
الصفحة 1 / 436