فَصْلٌ
وَمِنْهَا: أَنَّ غَيْرَهُ
مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ يَعُودُ عَلَيْهِ شُؤْمُ ذَنْبِهِ، فَيَحْتَرِقُ هُوَ
وَغَيْرُهُ بِشُؤْمِ الذُّنُوبِ وَالظُّلْمِ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «إِنَّ
الْحُبَارَى لَتَمُوتَ فِي وَكْرِهَا مِنْ ظُلْمِ الظَّالِمِ» ([1]).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: «إِنَّ
الْبَهَائِمَ تَلْعَنُ عُصَاةَ بَنِي آدَمَ إِذَا اشْتَدَّتِ السَّنَةُ،
وَأُمْسِكَ الْمَطَرُ، وَتَقُولُ: هَذَا بِشُؤْمِ مَعْصِيَةِ ابْنِ آدَمَ» ([2]).
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: «دَوَابُّ
الأَْرْضِ وَهَوَامُّهَا حَتَّى الْخَنَافِسُ وَالْعَقَارِبُ، يَقُولُونَ:
مُنِعْنَا الْقَطْرَ بِذُنُوبِ بَنِي آدَمَ» ([3]).
فَلاَ يَكْفِيهِ عِقَابُ
ذَنْبِهِ، حَتَّى يَلْعَنَهُ مَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ.
****
الشرح
الحُبَارَى طائرٌ مَعروف، قد
تَموت في وَكرها مِن الجُوع بسببِ ظُلم الظالمِ، فهي لم تَفعل شيئاً، لكن ظُلم
الظالمِ كانَ سبباً في هَلاكها، ولهذا يقولُ العُلماء في تَفسير قَوله تَعالى: {أُوْلَٰٓئِكَ
يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ} [البقرة: 159] : إن اللاعنينَ هي الدَّوَابُّ والطيورُ،
تقولُ: إنما حُرِمنا الرزقَ بسببِ ذُنوب بَني آدمَ.
***
([1])أخرجه: الطبري في تفسيره (14/126)، والبيهقي في الشعب رقم (7075).