×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَصْلٌ

وَالأَْدْعِيَةُ وَالتَّعَوُّذَاتُ بِمَنْزِلَةِ السِّلاَحِ، وَالسِّلاَحُ بِضَارِبِهِ، لاَ بِحَدِّهِ فَقَطْ، فَمَتَى كَانَ السِّلاَحُ سِلاَحًا تَامًّا لاَ آفَةَ بِهِ، وَالسَّاعِدُ سَاعِدُ قَوِيٍّ، وَالْمَانِعُ مَفْقُودٌ؛ حَصَلَتْ بِهِ النِّكَايَةُ فِي الْعَدُوِّ، وَمَتَى تَخَلَّفَ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الثَّلاَثَةِ تَخَلَّفَ التَّأْثِيرُ.

فَإِنْ كَانَ الدُّعَاءُ فِي نَفْسِهِ غَيْرَ صَالِحٍ، أَوِ الدَّاعِي لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فِي الدُّعَاءِ، أَوْ كَانَ ثَمَّ مَانِعٌ مِنَ الإِْجَابَةِ، لَمْ يَحْصُلِ الأَْثَرُ.

****

الشرح

الأدعيةُ بمَنزلة السِّلاح، لكِن السِّلاح إذا كَان بيدِ شُجاع فإنَّه يَنفع ويَقتل العَدو، أما إذا كانَ بيَدِ جَبانٍ فإنه لا يَنفع، ولو كَان جيدًا وقويًّا، فالسلاَح بضَاربه لا بحَدِّه، وكَذلك الدعَاء بأحوالِ الدَّاعي لا بلفظِ الدعَاء فَقط.

فإذا كانَ السلاَح غَير حادٍّ، وإنما هو سِلاح رَدِيء، أو كان السلاحُ حادًّا ولكن الذِي يضربُ به جبانٌ ولا يُحسِن الضربَ، فهذا لا يَحصل به المَقصود، أو كَان المَحَلّ الذي يَضربه غير قابلٍ للضربِ، كالذي يَضرب بالسيفِ حجرًا ولا يؤثِّر فيه الضربُ، أو يَضرب به شيئًا لا يَنفع فيه السلاحُ الحادُّ. فلا بُدَّ من توفُّر الأسبابِ في السلاَح، وكذلك لا بُدَّ من توفُّر الأسبَاب في الدعَاء، فإذا كانَ الدعَاء في نَفسه غَير صالحٍ كان مِثل السلاحِ الدَّاثر الذِي لا حَدَّ له.

فمن يَدعو غَير مُخلص في دعَائه، أو اقترفَ مانعًا من مَوانع الإجابَة، مِثل أَكل الحَرام، أو دعَا بإثمٍ أو قطيعةِ رَحِمٍ، لم يَنفعْه الدعاءُ.

***


الشرح