×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَصْلٌ

وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّهُ لَوْ فَعَلَ مَا فَعَلَ ثُمَّ قَالَ: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»، زَالَ أَثَرُ الذَّنْبِ وَرَاحَ هَذَا بِهَذَا.

وَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْفِقْهِ: أَنَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ ثُمَّ أَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وَقَدْ غُفِرَ ذَلِكَ أَجْمَعُهُ، كَمَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»  ([1]).

وَقَالَ لِي آخَرُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: نَحْنُ إِذَا فَعَلَ أَحَدُنَا مَا فَعَلَ، اغْتَسَلَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا، وَقَدْ مُحِيَ عَنْهُ ذَلِكَ.

وَقَالَ لِي آخَرُ: قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَصَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْه لِي، فَغَفَرَ له، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَصَبْتُ ذَنْبًا، فَاغْفِرْه لِي، فغفره له، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا آخر، فقال: أي رب أصبت ذنبًا، فاغفره لي، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل : عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، فَلْيَصْنَعْ مَا شَاءَ ([2]).

وَقَالَ: أَنَا لاَ أَشُكُّ أَنَّ لِي رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ.

****

الشرح

سبقَ الكلامُ على أن الإنسانَ إذا نظرَ في القُرآن وفي السنةِ وفي الكَوْن وجدَ أن لكُل شيءٍ سببًا، وأن اللهَ ربطَ الأشياءَ بأسبابِها.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6405)، ومسلم رقم (2691).

([2])أخرجه: البخاري رقم (7507)، ومسلم رقم (2758).