فَصْلٌ
وَمِنْ أَنْفَعِ
الأَْدْوِيَةِ: الإِْلْحَاحُ فِي الدُّعَاءِ.
وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ فِي
سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم : «مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ
يَغْضَبْ عَلَيْهِ» ([1]).
وَفِي صَحِيحِ الْحَاكِمِ
مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَعْجِزُوا فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لاَ يَهْلِكُ مَعَ الدُّعَاءِ
أَحَدٌ» ([2]).
وَذَكَرَ الأَْوْزَاعِيُّ
عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ» ([3]).
وَفِي كِتَابِ الزُّهْدِ
لِلإِْمَامِ أَحْمَدَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: «مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ مَثَلاً إِلاَّ
رَجُلٌ فِي الْبَحْرِ عَلَى خَشَبَةٍ، فَهُوَ يَدْعُو: يَا رَبِّ يَا رَبِّ
لَعَلَّ اللَّهَ عز وجل أَنْ يُنْجِيَهُ» ([4]).
****
الشرح
قوله: «الإِلْحَاحُ فِي الدُّعَاءِ» يعنى: الإكثَار منه مع عَدم اليَأس، فعلى العبدِ أن يُكثِر من الدعَاء، ويُصلح حَاله حتَّى يُستجاب له، وإذا ما وجدَ استجابةً رجعَ إلى نَفسه وحَاسبها، فإنْ وجدَعِنده مانعًا من مَوانع الدعَاء تخلَّى عنه، ولا يَيْأس، فهو لا يَدري ما هو الأَصْلَح له، وقد يكُون تأخيرُ الإجابةِ أحسنَ له ولا شَكَّ.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3373)، وابن ماجه رقم (3827).
الصفحة 1 / 436