×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَصْلٌ

وَمِنْهَا: أَنَّ الْمَعْصِيَةَ تُورِثُ الذُّلَّ وَلاَ بُدَّ؛ فَإِنَّ الْعِزَّ كُلَّ الْعِزِّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ} [فَاطِرٍ: 10] ، أَيْ: فَلْيَطْلُبْهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَجِدُهَا إِلاَّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ.

وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ بَعْضِ السَّلَفِ: «اللَّهُمَّ أَعِزَّنِي بِطَاعَتِكَ وَلاَ تُذِلَّنِي بِمَعْصِيَتِكَ» ([1]).

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: «إِنَّهُمْ وَإِنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ الْبِغَالُ، وَهَمْلَجَتْ بِهِمُ الْبَرَاذِينُ، إِنَّ ذُلَّ الْمَعْصِيَةِ لاَ يُفَارِقُ قُلُوبَهُمْ، أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُذِلَّ مَنْ عَصَاهُ» ([2]).

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ([3]) :

رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ

 

وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا

وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ

 

وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا

وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينَ إِلاَّ الْمُلُوكُ

 

وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا

****

الشرح

ومِن آثارِ المَعاصي: أنها تُورِث المَعصية، قالَ اللهُ جل وعلا : { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ } [فَاطِرٍ: 10] ، فمَن أرادَ العِزَّة فعليه بالعَمل الصالحِ والقَوْل الطيبِ، لا تَطلب العِزَّة بغيرِ طاعةِ اللهِ عز وجل .


الشرح

([1])أخرجه: أبو نعيم في الحلية (2/55).

([2])أخرجه: أبو نعيم في حلية الأولياء (2/149) بنحوه.

([3])ذكره ابن عبد البر في بهجة المجالس (ص: 246).