فالطاعةُ عِزٌّ، والمَعصية
ذُلٌّ، وإن كَان أصحابُها يَرَوْنَ أنها عِزٌّ، ولو كانتْ مظاهرُهم قويةً،
ويركبونَ المَراكب الفَخمة، ويَلبسون المَلابس الراقيةَ، ويَسكنون القُصور، لكِن
قُلوبهم ذَليلة؛ أذلَّهم اللهُ سبحانه وتعالى فهَانوا حتى عِند أنفسِهم، فصَاروا
في هوانٍ وذُلٍّ، وإن كَانوا عِندهم مَظاهر فلا تَنفعهم.
وقوله: «وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينَ إِلاَّ الْمُلُوكُ»،
يَعني: الظَّلَمة مِنهم، وليسَ كُل ملكٍ ظَالمًا، فسُليمان عليه السلام مِن
المُلوك، ويُوسف عليه السلام مِن المُلوك، فليسَ كُل ملكٍ يكونُ مُفسدًا للدِّين،
ولكن المُلوك الفَجَرة هم الذِين يُفسدون الدِّين، أما المُلوك الصَّالحون فإنهم
يُصلحون الدِّين.
وقوله: «وَأَحْبَارُ سُوءٍ»، يعني: عُلماء
السُّوء الذِين يُفتون الناسَ بالهَوَى والشَّهوات، فيُفسدون الدِّين بهَذا، خِلاف
عُلماء الحَقّ، فهَؤلاء يُصلحون الدِّين.
***
الصفحة 2 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد