فَصْلٌ
وَمِنْ عُقُوبَاتِ
الذُّنُوبِ: أَنَّهَا تُزِيلُ النِّعَمَ، وَتُحِلُّ النِّقَمَ.
فَمَا زَالَتْ عَنِ
الْعَبْدِ نِعْمَةٌ إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَلاَ حَلَّتْ بِهِ نِقْمَةٌ إِلاَّ
بِذَنْبٍ، كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه : «مَا نَزَلْ بَلاَءٌ إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَلاَ
رُفِعَ إِلاَّ بِتَوْبَةٍ» ([1]).
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَمَآ
أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ} [الشُّورَى: 30] .
****
الشرح
ومن عُقوبات الذنوبِ والمَعاصي أيضًا: أنها تُزيل النعمَ المَوجودة، وتحلُّ النِّقم، فما أصابَ الناسَ من نِقمٍ إلا بسببِ ذُنوبهم { وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ}، فتزيلُ النعمَ، وتحلُّ محلَّها النِّقم، كما قالَ اللهُ تعالَى: {وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ} وهؤلاءِ أَهل مكَّة {فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} [النحل: 112] ، لما أَبَوْا أن يَستجيبوا للرسولِ صلى الله عليه وسلم ، ويَقبلوا ما جاءَ به، سلبَهم اللهُ تلك النعمَ، وأزالَهم وجَعل مَكانهم مِن المُؤمنين.
الصفحة 1 / 436