×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَصْلٌ

وَمِنْهَا: أَنَّ الذُّنُوبَ تُدْخِلُ الْعَبْدَ تَحْتَ لَعْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَإِنَّهُ لَعَنَ عَلَى مَعَاصِي، وَالَّتِي غَيْرُهَا أَكْبَرُ مِنْهَا، فَهِيَ أَوْلَى بِدُخُولِ فَاعِلِهَا تَحْتَ اللَّعْنَةِ.

فَلَعَنَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالنَّامِصَةَ وَالْمُتَنَمِّصَةَ، وَالْوَاشِرَةَ وَالْمُسْتَوْشِرَةَ ([1]).

وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَهُ ([2]).

****

الشرح

هناكَ معاصٍ لعنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن فعلَها، يَعني: دعَا عَليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم باللعنةِ، وهي: الطَّرد والإبعادُ من رحمةِ اللهِ، فكُل من وقعَ في هذه المَعاصي التِي عليها اللعنُ أصابتْه هذه اللعنةُ.

والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لعنَ على معاصٍ مَعروفة، «فَلَعَنَ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ»، وهِي التِي تَعمل الوَشْم أو تَطلب مَن يعملُه بها.

والوَشْم مَعناه أنها تَأتي بالمِبْضَع لتَشُقّ الجِلْد، فإذا ظهرَ الدمُ تَضَع فيه شيئًا من الكُحل أو من المَواد السَّوداء، ثم يُصبح رَسْمًا في جِلدها، ويَبقى هذا الوَشْم ولا يَزول، فهذا مَلعونةٌ مَن فَعلتهُ؛ لأنه تغييرٌ لخلقِ اللهِ تبارك وتعالى ، وهو كبيرةٌ مِن كَبائر الذُّنوب، وهِي تَرى أنه زِينة وهو في الوَاقع قُبْحٌ ولَعنةٌ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5937)، ومسلم رقم (2124).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1598).