وَقَالَ تَعَالَى: { ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ
يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا
بِأَنفُسِهِمۡ} [الأَْنْفَالِ:
53] .
فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى
أَنَّهُ لاَ يُغَيِّرُ نِعَمَهُ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى أَحَدٍ حَتَّى
يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُغَيِّرُ مَا بِنَفْسِهِ، فَيُغَيِّرُ طَاعَةَ اللَّهِ
بِمَعْصِيَتِهِ، وَشُكْرَهُ بِكُفْرِهِ، وَأَسْبَابَ رِضَاهُ بِأَسْبَابِ
سُخْطِهِ، فَإِذَا غَيَّرَ غَيَّرَ عَلَيْهِ، جَزَاءً وِفَاقًا، وَمَا رَبُّكَ
بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ.
فَإِنْ غَيَّرَ
الْمَعْصِيَةَ بِالطَّاعَةِ، غَيَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ
بِالْعَافِيَةِ، وَالذُّلَّ بِالْعِزِّ.
وَقَالَ تَعَالَى: { إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ
أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ
مِن وَالٍ } [الرَّعْدِ: 11]
.
وَفِي بَعْضِ الآْثَارِ
الإِْلَهِيَّةِ، عَنِ الرَّبِّ تبارك وتعالى أَنَّهُ قَالَ: «وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، لاَ يَكُونُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي عَلَى مَا
أُحِبُّ، ثُمَّ يَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا أَكْرَهُ، إِلاَّ انْتَقَلْتُ لَهُ
مِمَّا يُحِبُّ إِلَى مَا يَكْرَهُ، وَلاَ يَكُونُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي عَلَى مَا
أَكْرَهُ، فَيَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا أُحِبُّ، إِلاَّ انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا
يَكْرَهُ إِلَى مَا يُحِبُّ» ([1]).
وَقَدْ أَحْسَنَ الْقَائِلُ:
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ
فَارْعَهَا |
|
فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ
النِّعَمْ |
|
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ
الْعِبَادِ |
|
فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ
النِّقَمْ |
|
وَإِيَّاكَ وَالظُّلْمَ مَهْمَا
اسْتَطَعْتَ |
|
فَظُلْمُ الْعِبَادِ شَدِيدُ
الْوَخَمْ |
|
وَسَافِرْ بِقَلْبِكَ بَيْنَ
الْوَرَى |
|
لِتَبْصُرَ آثَارَ مَنْ قَدْ ظَلَمْ |
|
فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ بَعْدَهُمْ |
|
شُهُودٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَتَّهِمْ |
([1])أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (4844).