وَمَا كَانَ شَيْءٌ عَلَيْهِمْ
أَضَرَّ |
|
مِنَ الظُّلْمِ وَهُوَ الَّذِي قَدْ
قَصَمْ |
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ جِنَانٍ
وَمِنْ |
|
قُصُورٍ وَأُخْرَى عَلَيْهِمْ
أُطُمْ |
صَلَوْا بِالْجَحِيمِ وَفَاتَ
النَّعِيمُ |
|
وَكَانَ الَّذِي نَالَهُمْ
كَالْحُلُمْ |
****
الشرح
قَوله سبحانه وتعالى : { ذَٰلِكَ
بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ
حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ} [الأَْنْفَالِ: 53] يَعني: ما يزيلُ الخَير عن الناسِ
إلا بسببِ ذُنوبهم، تَغييرهم، وكَذلك قَوله تبارك وتعالى في الآيةِ الثانيةِ: { إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ} [الرَّعْدِ: 11] ، هَذا
يشملُ حالتينِ:
الأول: أن يغيِّروا ما
بأنفسِهم مِن المَعصية إلى الطاعةِ، فيغيِّر اللهُ ما بهم مِن البُؤْس والشَّقاء
إلى الخَير.
الثانية: أن يغيِّروا ما
بأنفسِهم من نِعمة وخَير بالمَعاصي، فيغيِّر اللهُ ما هُم عليه، بإزالةِ النِّعمة
وحُلول النِّقمة.
فقوله: «ثُمَّ يَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا
أَكْرَهُ، إِلاَّ انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا يُحِبُّ إِلَى مَا يَكْرَهُ»،
وقَوله: «فَيَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا
أُحِبُّ، إِلاَّ انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا يَكْرَهُ إِلَى مَا يُحِبُّ» هذا
مَعنى قولِه تَعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ} [الرَّعْدِ: 11] ،
يشملُ المَعنيَيْنِ: تَغييرٌ من الخيرِ إلى الشرِّ، وتغييرٌ من الشرِّ إلى الخَير.
***
الصفحة 3 / 436