×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وَمَا كَانَ شَيْءٌ عَلَيْهِمْ أَضَرَّ

 

مِنَ الظُّلْمِ وَهُوَ الَّذِي قَدْ قَصَمْ

فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ جِنَانٍ وَمِنْ

 

قُصُورٍ وَأُخْرَى عَلَيْهِمْ أُطُمْ

صَلَوْا بِالْجَحِيمِ وَفَاتَ النَّعِيمُ

 

وَكَانَ الَّذِي نَالَهُمْ كَالْحُلُمْ

****

الشرح

قَوله سبحانه وتعالى : { ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ} [الأَْنْفَالِ: 53] يَعني: ما يزيلُ الخَير عن الناسِ إلا بسببِ ذُنوبهم، تَغييرهم، وكَذلك قَوله تبارك وتعالى في الآيةِ الثانيةِ: { إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ} [الرَّعْدِ: 11] ، هَذا يشملُ حالتينِ:

الأول: أن يغيِّروا ما بأنفسِهم مِن المَعصية إلى الطاعةِ، فيغيِّر اللهُ ما بهم مِن البُؤْس والشَّقاء إلى الخَير.

الثانية: أن يغيِّروا ما بأنفسِهم من نِعمة وخَير بالمَعاصي، فيغيِّر اللهُ ما هُم عليه، بإزالةِ النِّعمة وحُلول النِّقمة.

فقوله: «ثُمَّ يَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا أَكْرَهُ، إِلاَّ انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا يُحِبُّ إِلَى مَا يَكْرَهُ»، وقَوله: «فَيَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا أُحِبُّ، إِلاَّ انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا يَكْرَهُ إِلَى مَا يُحِبُّ» هذا مَعنى قولِه تَعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ} [الرَّعْدِ: 11] ، يشملُ المَعنيَيْنِ: تَغييرٌ من الخيرِ إلى الشرِّ، وتغييرٌ من الشرِّ إلى الخَير.

***


الشرح