وَلاَ يَزَالُ يَأْلَفُ
الْمَعَاصِيَ وَيُحِبُّهَا وَيُؤْثِرُهَا، حَتَّى يُرْسِلَ اللَّهُ إِلَيْهِ
الشَّيَاطِينَ، فَتَؤُزُّهُ إِلَيْهَا أَزًّا.
فَالأَْوَّلُ قَوَّى جَنَّدَ
الطَّاعَةِ بِالْمَدَدِ، فَكَانُوا مِنْ أَكْبَرِ أَعْوَانِهِ، وَهَذَا قَوَّى
جَنَّدَ الْمَعْصِيَةِ بِالْمَدَدِ فَكَانُوا أَعْوَانًا عَلَيْهِ.
****
الشرح
مِن آفاتِ الذنوبِ أنها
تَجُرُّ إلى مِثلها، فالمَعصية تَجُرُّ إلى معصيةٍ، كذلكَ فإن الطاعةَ تُقَرِّب
إلى طاعةٍ أُخرى.
فالعبدُ المُحسِن إذا تركَ
الطاعةَ ضاقتْ عليه الدُّنْيَا، وما تلذَّذ إلا بالطاعاتِ، ولو مُنِع مِنها فإنه
يتحسَّر على فَقْدِها؛ لأن الطاعةَ تَجُرُّ إلى الطاعةِ، بينما العاصِي لا يَرتاحُ
إلا مع المَعاصي، ولو أنه عَمل طاعةً لضاقتْ نفسُه؛ لأن المَعصية تَجُرُّ إلى المَعصية
وتَنْفِر من الطاعةِ، وهذا مِثل الذِي يَشربُ الخَمْر فيُصاب بالإدمانِ، والذِي
يَشرب الدُّخان فيُصاب بالإدمانِ ولا يَستطيع أن يتركَه.
وقوله: «شَيْخُ الْقَوْمِ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ»،
يَعني: شَيْخ الصُّوفِية.
***
الصفحة 2 / 436