وقوله: «فَإِنَّهُ لَوْ حَضَرَ عَقْلُهُ لَحَجَزَهُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ»، أو
يَندم على فِعلها ويَتوب إلى اللهِ مِنها، قالَ تَعالى: { إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ
لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ} [النساء: 17] ،
فليسَ المُراد بالجَهالة هُنا عَدم العِلم؛ لأن الذِي لا يَعلم هذا مَعذور، لكِن
المُراد بالجَهالة أنه لا يميِّز بينَ الطيِّب والخَبيث.
وقوله: «وَوَاعِظُ الْقُرْآنِ يَنْهَاهُ، وَوَاعِظُ
الْمَوْتِ يَنْهَاهُ»، والعَاصي يَنسى كُل هذه الأُمور؛ لا يتذكَّر المَوت،
ولا يتدبَّر القُرآن، ولا يؤثِّر فيه المُلك الذِي مَعه بأمرِه بالطاعةِ، ولا
تَنفعه النُّذُر: {وَلَقَدۡ جَآءَهُم
مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ ٤حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ
٥} [القمر: 4، 5] .
***
الصفحة 2 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد