ولهذا يقولُ اللهُ تبارك
وتعالى : {أَفَمَن
كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ} [السجدة: 18] ، فكَوْن الإنسانِ يُلقَّب بأنه فاسقٌ، أو
يُلقَّب بأنه مُؤمِن أيهما خَيْر؟ لا شكَّ أن المُؤمن هو القَريب والكريمُ عندَ
اللهِ وعندَ خَلْقه؛ بخِلاف الفَاسق، لأن الفاسقَ مَعناها: الخَارِج عن طاعةِ
اللهِ عز وجل ، والفُسوق: هو الخُروج عن طاعةِ اللهِ.
وقالَ سبحانه وتعالى : { يُهِنِ ٱللَّهُ
فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ} [الحج: 18] ، وقال جل وعلا : {مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ
لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ
لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} [فاطر: 2] ، وقالَ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ،
وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ» ([1]).
فالأمرُ كُله بيدِ اللهِ عز
وجل ، ولكِن على العَبْد فِعل الأسبابِ، والتوفيقُ بيدِ اللهِ، واللهُ سبحانه
وتعالى لا يَظلِم الناسَ شيئًا، فمَن عَمِلَ صالحًا فإن اللهَ لا يُضِيع عَمله،
فَلْيَفعل السببَ - والنتيجةُ من اللهِ تبارك وتعالى - .
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (844)، ومسلم رقم (593).
الصفحة 2 / 436