×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وقوله: «وَهِيَ لُزُومُ ثَغْرِ الْقَلْبِ وَحِرَاسَتُهُ لِئَلاَّ يَدْخُلَ مِنْهُ الْعَدُوُّ، وَلُزُومُ ثَغْرِ الْعَيْنِ وَالأُْذُنِ وَاللِّسَانِ وَالْبَطْنِ وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ»، الله جل وعلا نَهى عن النظرِ المُحرَّم؛ لأنه يُورِث الشهوةَ في القلبِ { قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ} [النور: 30] ، يَأتيه الشيطانُ ويَقول: انظُر إلى النِّساء وإلى الفِتنة، فإن هَذا فيه اعتبارٌ لخَلْقِ اللهِ، وفيه تدبُّر لخلقِ اللهِ!

ولذلك الصُّوفِية يقولُون: إن النظرَ إلى النِّساء وإلى المُردَان ليس من أجلِ الشَّهْوَة، وإنما مِن أجلِ الاعتبارِ بآياتِ اللهِ، وهو يُفيد القلبَ معرفةً باللهِ عز وجل ! فيُزيِّن لهم الشيطانُ الشهواتِ بهذه الطَّريقة، ويَعكس ما قَاله اللهُ سبحانه وتعالى .

ومنهم من يَصِل به الأمرُ إلى أن يقولَ: «إن هذا الجَمَال الذِي في بَعض الصُّوَر هو اللهُ!» وهَذا مَذهبُ الحُلولِيَّة الذينَ يقولونَ: إن اللهَ حَالٌّ في مَخلوقاته، وهذا الجَمال الذِي فيها هَذا بسببِ حُلولِ اللهِ فيهَا.

ثم يتدرَّج بهم فيقُول: «هَذه المَخلوقات هِي اللهُ!» وهذا مَذهب الاتِّحادية، كابنِ عَرَبِيّ، والتِّلِمْسَانِيّ، وأشكالِهم من أَهل الاتِّحاد الذينَ يقولُون: ليس هُناك انقسامٌ في المَخلوقات، بل هِي كُلها اللهُ عز وجل !

والذِي يَقول: إن هُناك خالقًا ومخلوقًا. هَذا مُشرِكٌ عِندهم، والتَّوحيد عِندهم: أنكَ تعتقدُ أن هَذا الكَوْن كُله هو اللهُ! نسألُ اللهَ العافيةَ، هكذا يتدرَّج الشيطانُ بهم إلى هَذه المَراحِل الخَبيثة.

***


الشرح