×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فما يحصُل من نَقصٍ في الأرزاقِ، أو انحباسٍ للأمطارِ، أو غَلاءٍ للأسعارِ إلا بسببِ الذنوبِ والمَعاصي: {وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} [الأعراف: 96] ، فالمَعاصي لها عُقوبات عاجلةٌ وعُقوبات آجِلةٌ.

وقوله: «فَجَعَلَ أَسْبَابَ نِعَمِهِ الْجَالِبَةِ لَهَا طَاعَتَهُ»، كَما في قَوله تَعالى: {وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَكَفَّرۡنَا عَنۡهُمۡ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ وَلَأَدۡخَلۡنَٰهُمۡ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ٦٥وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ ٦٦} [المائدة: 65، 66] ، فالطَّاعات تَجلبُ الخَير عاجلاً وآجلاً، والذُّنوب تُسبِّب حصولَ الشرِّ عاجلاً وآجلاً.

وقوله: «وَمِنَ الْعَجَبِ عِلْمُ الْعَبْدِ بِذَلِكَ مُشَاهَدَةً فِي نَفْسِهِ وَغَيْرِهِ»، فالإنسانُ يشاهِد النِّقْمَاتِ التِي تَحلّ بالناسِ والأفرادِ، ولكِن لا يَعتبر ولا يتَّعظ، وكَأنه غَير مَعْنِيٍّ، ولا يَخشى أن يُصيبه ما أصابَ هَؤلاء، والسعيدُ من وُعِظ بغيرِه، والإنسانُ العاقلُ ينظُر إلى ما يحلّ بالعُصاةِ، والمُكذِّبين، والمُجرِمين، والكَافرين، فيَرتَدِع عن الذنوبِ والمَعاصي؛ لئلاَّ يحلَّ به ما حَلَّ بهم.

***


الشرح