مقدمة الشارح
****
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا
محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعدُ:
فهذا تعليق وجيز على مقدمة الشيخ، الإمام، الحافظ عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي زيد القيرواني على رسالته التي ألَّفها في الفقه
المالكي، علَّقتُ عليها أثناء قراءتها في المسجد، وهي مقدمة تربوية يجب أن يُربَّى
عليها طلاب المدارس، ويُلزَموا بحفظها؛ لأهميتها وكبير فائدتها.
وجرت عادة السَّلف أنهم إذا ألَّفوا في الفقه يبدءون
ببيان العقيدة، ويُقسِّمون الفقه إلى: الفقه الأكبر، وهو فقه العقيدة، والفقه في
الفروع، وهو الفقه في العبادات والمعاملات؛ لأن أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا
إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصَوم رمضان،
وحج بيت الله الحرام([1]).
فالركن الأول من أركان الإسلام هو العقيدة، وهي الإيمان بالأركان السِّتة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكُتبه، ورسله، والإيمان باليوم الآخر، وبالقدر خيرِه وشرِّه ([2])، فكانوا يكتبون في بيان هذا الركن كُتبَ العقائد الصحيحة على منهج السَّلف، ثم يُتبِعون ذلك بشرح الأركان الأربعة: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وما يتبع ذلك من المعاملات، والوصايا، والأوقاف، والمواريث، والجنايات،
([1]) كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).