وَصَوَّرَ فِي الأَْرْحَامِ بِحِكْمَتِهِ،
وَأَبْرَزَهُ إلَى رِفْقِهِ ، وَمَا يَسَّرَ لَهُ مِنْ رِزْقِهِ،
****
ولا يجوز للإنسان صناعة المُخترَعات المُدمِّرة،
والأسلحة المُهلِكة للبشرية، وإنما يصنع الآلات المُعينة على عمارة هذا الكون ونفع
البشرية.
كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ كَيۡفَ
يَشَآءُۚ﴾ [آل عِمْرَان: 6]، أي:
أرحام النساء.
قال تعالى: ﴿يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ
بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ﴾
[الزُّمَر: 6]، والظلمات الثلاث هي: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة
المَشِيمة التي على الطفل؛ فمَن الذي أوصل إليه هذا التدبير في هذه الظلمات؟ الله
سبحانه وتعالى بواسطة المَلَك الذي يرسله إلى الجنين وهو في بطن أمه، ويأمره
سبحانه وتعالى بأربع كلمات: بكَتْب رزقه، وأجَلِه، وعمله، وشقي أو سعيد ([1]).
ومَن الذي يَمُدُّه في الحياة وهو في هذه الظلمات؟ مَن
الذي يُنَمِّيه؟ مَن الذي يُغذِّيه وهو في هذه الظلمات؟ هو الله.
أي: أخرجه من بطن أمه «إلى رِفْقِه»، إلى رِفْقِه به، ورأفته ورحمته به؛ حيث سخر له
الأبَوَيْن، وحنَّنَهما عليه، وهو لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا؛ فلا يدفع عنها
ضررًا، ولا يجلب لها رزقًا.
قال تعالى:﴿مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨﴾ [الذَّارِيَات: 57، 58].
([1]) كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (3208)، ومسلم رقم (2643).