وَعَلَّمَهُ مَا
لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ.
وَكَانَ فَضْلُ اللهِ
عَلَيْهِ عَظِيمًا، وَنبَّهَهُ بِآثَارِ صَنْعَتِهِ،
****
قال تعالى:﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ ١عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ ٢خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ
٣عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ ٤﴾
[الرحمن: 1: 4]، فعلَّم الإنسان ما لم يعلم.
قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم:﴿وَعَلَّمَكَ
مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا﴾ [النِّسَاء: 113]، فالله هو المُعلِّم للإنسان، وكان
الرسول صلى الله عليه وسلم يشكر الله، ويقول في دعائه: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»
([1]).
أي: نبَّه الإنسان؛ ليستدل بآياته الكَونية على قدرة
الله عز وجل حينما ينظر في السماوات وفي الأرض، وفي النجوم، وفي الجبال، وفي
الشجر، وفي البحار والبراري، والحيوانات...؛ فإن ذلك يَدلُّه على عظيم قدرة الله
الذي أوجَد هذه المخلوقات العظيمة: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ
لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي
خَلَقَهُنَّ﴾ [فُصِّلَت: 37].
فالآيات تنقسم إلى قسمَين:
القسم الأول: آيات
كَونية، وهي المخلوقات.
القسم الثاني: آيات الوحي، ومنها القرآن الكريم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (486).