وَتَعْمَلَ
بِهِ جَوَارِحُهُمْ، فَإِنَّهُ رُوِيَ: أَنَّ تَعْلِيمَ الصِّغَارِ لِكِتَابِ
اللَّهِ يُطْفِئُ غَضَبَ اللَّهِ، وَأَنَّ تَعْلِيمَ الشَّيْءَ فِي الصِّغَرِ
كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ، وَقَدْ مَثَّلْتُ لَك مِنْ ذَلِكَ مَا يَنْتَفِعُونَ
إنْ شَاءَ اللَّهُ بِحِفْظِهِ، وَيَشْرُفُونَ بِعِلْمِهِ، وَيَسْعَدُونَ
بِاعْتِقَادِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ.
****
يظلم القلوب، والذين تخصصوا فيه لم يحصلوا على خير، بل إنهم
في آخر حياتهم تمنَّوا أنهم لم يشتغلوا فيه، وأنهم أخذوا بعِلم السَّلف، كما ذُكِر
هذا في سِيَرِهم وتاريخهم.
العمل عمل القلوب أولاً، ثم عمل الجوارح؛ فالعمل على
قسمين:
عمل القلوب: من خشية
الله، والخوف منه، والرغبة إليه، ومحبة الله.
وعمل الجوارح: تابع
لعمل القلوب: كالصلاة، والصيام، والحج، والجهاد.
قوله: «فَإِنَّهُ رُوِيَ»، أي: عن الرسول صلى
الله عليه وسلم «أَنَّ تَعْلِيمَ
الصِّغَارِ لِكِتَابِ اللَّهِ يُطْفِئُ غَضَبَ اللَّهِ»، وكلمة «رُوِيَ» تدل على التضعيف، فهو حديث
ضعيف، لكن معناه صحيح؛ فالله يرضى أن نعلم صغارنا القرآن.
وهذه المقدمة تربوية، تتضمن قواعد التربية الصحيحة، لا
التربية الغربية التي ينادي بها العلمانيون الآن.
يقول لشيخه: «وَقَدْ مَثَّلْتُ لَك مِنْ ذَلِكَ مَا يَنْتَفِعُونَ إنْ شَاءَ اللَّهُ بِحِفْظِهِ» يعني: ذكرت في هذه الرسالة وفي مقدمتها ما إذا حفظه
الصفحة 1 / 116