وَقَدْ جَاءَ أَنْ
يُؤْمَرُوا بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَيُضْرَبُوا عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَيُفَرَّقَ
بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ،
****
الطلاب وفهموه؛
فإنهم ينتفعون به، وينالون به شرف العلم، والعمل، والسعادة، إذا اعتقدوه وعملوا
بموجبه، بخلاف كتب العقائد الفارغة من بيان اعتقاد السلف، كعقائد المتكلمين
المتكلفين.
قال صلى الله
عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ
بِالصَّلاَةِ» أي: الصغار، مجرد أمر.
«وَهُمْ
أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ»؛ لأن ابن سبع مَيَّز وعرَف.
«وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ» أي: إذا تكاسلوا عنها، وهم
في سن العاشرة؛ لأنه حينئذ إما مراهق، وإما قد بلغ الحُلُم؛ فيُضرب عليها، أما
الطفل الصغير إذا ترك الصلاة، فلا يُضرَب؛ لأنها لا تجب عليه، ولكن يُربَّى عليها.
ثم قال: «وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])،
أي: فلا تتركوهم ينام بعضهم إلى جنب بعض؛ خشية الافتتان ودبيب الشهوة بينهم،
والشيطان يُزيِّن لهم ذلك؛ ذكورًا وإناثًا، فالذكور مع الذكور لا يُترَكون ينام
بعضهم إلى جانب بعض، فلا تُترَك البنت تنام مع البنت، ولا الذكر مع البنت مباشرة،
فيُفرَّق بينهم في المضاجع؛ خشية الفتنة، فالأولاد يلاحظون، ولا يهملون.
فهذه ثلاث مسائل مهمة:
المسألة الأولى: يؤمرون بالصلاة، مجرد أمر؛ لأجل أن يعتادوها، وتكون لهم نافلة، وإذا تركوها لا يُضرَبون؛ لأنهم لم يتركوا واجبًا في حقهم، ومن لازِمِ أمرِهم بالصلاة أمرُهم بالوضوء وتعليمهم إياه.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
الصفحة 2 / 116