×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

وَلاَ صَاحِبَةَ لَهُ، وَلاَ شَرِيكَ لَهُ، لَيْسَ لأَِوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ، وَلاَ لآِخِرِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ، لاَ يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الْوَاصِفُونَ.

****

يعني: ليس له زوجة، فكيف يكون له ولد، وهو ليس له زوجة؟! ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ [الأنعام: 101]؛ فهو ليس بحاجة إلى المخلوقين، ليس بحاجة إلى الزوجة، وليس بحاجة إلى الولد، وليس بحاجة إلى خلقه مطلقًا؛ لأنه الغني، وهم الفقراء المحتاجون إليه.

 هذا عام، يعني: ليس له شريك بأي نوع من أنواع الشراكة، فليس له شريك شراكة ولد، أو شراكة زوجة، ولا شريك له في أسمائه وصفاته، لا أحد يشابهه ويضاهيه، فلا شريك له: لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاته، ولا في عبادته.

 كما قال جل وعلا: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ [الحديد: 3].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ -يعني: المتعالي على خلقه، القاهر فوق عباده- وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([1]).

فلا أحد يخفى عليه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ [آل عمران: 5].

يعني: لا أحد يعرف كيفية صفات الله، وأما معناها فهو معلوم، فلا يُكيَّف كلامه، ولا يُكيَّف سمعه ولا بصره، وكذا جميع صفاته، فنحن نؤمن بها، ونثبتها، ولكن لا نعلم كيفيتها وحقيقتها،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2713).