×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

وَلاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، الْعَالمُ الْخَبِيرُ، الْمُدَبِّرُ. الْقَدِيرُ،

****

 السماء، فعلمه في كل مكان، لا يخفى عليه شيء، ﴿وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ [الأنعام: 59].

 يعني: لا يثقله حفظ السماوات والأرض؛ فهو يحفظها ويحملها سبحانه وتعالى بقدرته، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا [فاطر: 41]، فهو الذي يُمسك السماوات والأرض بقدرته، ولا تكلفه شيئًا، ولا يؤوده؛ يعني: لا يُعجِزه، ولا يثقله حفظهما.

وهو العلي على خلقه بذاته، وقدرته، وقهره، العظيم الذي لا أعظم منه.

العالم بكل شيء، خبير بكل أحوال مخلوقاته.

المُدبِّر لمخلوقاته؛ فلا يتحرك شيء، ولا يسكن شيء، ولا يسقط شيء، ولا يرتفع شيء إلا بإذنه؛ قال تعالى: ﴿وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [فاطر: 11].

الكتاب: هو اللَّوح المحفوظ، فعَلِمَه أولاً، ثم كتَبه في اللَّوح المحفوظ، فهو المُدبِّر لكل شيء.

 أي: عظيم القدرة، فهذه صيغة مبالغة، فهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض


الشرح