×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، الْعَلِيُّ  الْكَبِيرُ.

****

 ولا في السماء، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، أما المخلوق فقد يشاء شيئًا، ولكن لا يقدر عليه، قال تعالى: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82]، فهو قدير، يأمر الشيء فيُوجَد بمجرد أن يأمره، يقول للشيء: «كن»، فيكون.

اسمان من أسماء الله، يتضمَّنان صفتَين: صفة السمع، وصفة البصر، والمخلوق سميع بصير، والله سميع بصير، ولكن ليس سمع المخلوق وبصر المخلوق كسمع الله وبصر الله عز وجل؛ فصفات المخلوق تناسبه، وصفات الخالق تناسبه، وإن اشتركت في الاسم والمعنى، فهي لا تشترك في الحقيقة والكيفية، قال تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا [الإنسَان: 2]، والله سميع بصير، فليست أسماء الله وصفاته تُشبِهها أسماء المخلوقين وصفاتهم، فلا تشترك في الحقيقة والكيفية، وإن اشتركت في اللفظ والمعنى.

أي: على مخلوقاته، له العُلُوُّ المطلق؛ عُلُوُّ الذات فوق مخلوقاته، وعُلُوُّ القدر، وعُلُوُّ القهر، فأنواع العُلُوِّ الثلاثة كلها ثابتة لله عز وجل.

الذي لا أكبر منه؛ ولذلك تقول: «الله أكبر»، أي: أكبر من كل شيء، لا أحد أكبر منه.


الشرح