كَلَّمَ
مُوسَى بِكَلاَمِهِ.
****
الموصوف، والاسم
ليس هو غير المُسمَّى حتى تقولوا: «إنها شركاء
لله عز وجل »؛ ولذلك يُسمِّي هؤلاء الذين يثبتون الأسماء والصفات بالمشركين،
ويصفونهم بالشرك؛ لأنهم أثبتوا شركاء لله -بزعمهم-؛ حيث جعلوا الأسماء والصفات
كأنها مخلوقات تشارك الله عز وجل بزعمهم، وهذا من كفرهم وضلالهم، حتى إن الرازي
قال عن ابن خزيمة لما كتب مؤلَّفًا في الأسماء والصفات، وسماه «كتاب التوحيد»، قال عنه: «إن هذا الكتاب هو كتاب الشرك؛ لأنه يثبت
الأسماء والصفات لله، فمعناه: أنه جعل لله شركاء» هكذا يزعمون، فهم ينفون
الأسماء والصفات من أجل «التوحيد»
بزعمهم، فالمُوَحِّد عندهم هو الذي ينفي الأسماء والصفات، والمشرك عندهم هو الذي
يُثبت الأسماء والصفات؛ تعالى الله عما يقولون، وهو قول باطل حتى في المخلوقين،
إذا قلت: «زيد عالم، وكاتب، وحاسب... إلى
آخره»، هل معناه أنك جعلت أسماء زيد وصفاته مخلوقات أخرى معه وشريكة له؟! هذا
لا يقوله عاقل يتصور ما يقول.
هذا ردٌّ على الجهمية؛
فأسماؤه وصفاته ملازمة لذاته، لا بداية لها ولا نهاية كما أن ذاته لا بداية لها
ولا نهاية، وصفاته منها ما هو صفة ذات، وما هو صفة فعل، وصفات الأفعال قديمة
النَّوع حادثة الآحاد.
فمن صفاته الفعلية «الكلام»؛ فالله يتكلم حقيقة، ويُسمَع منه الكلام، كلم موسى عليه السلام، وسمع كلامه؛ ولذلك سُمِّي موسى عليه السلام كليم
الصفحة 1 / 116