×
شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَكُلِّ ذَلِكَ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ رَبُّنَا، وَمَقَادِيرُ الأُْمُورِ بِيَدِهِ، وَمَصْدَرُهَا عَنْ قَضَائِهِ.

****

على العباد، حُلْوٌ ومرٌّ من جهة العباد، فالشر مرٌّ، والخير حلوٌ، كله من الله، الله خلق المتضادات لحكمة منه؛ حتى تعرف قدرته، ومشيئته، وحكمته.

أي: الخير والشر: حلوه ومره كله «قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ رَبُّنَا».

فكل مقادير الأمور بِيَدِ الله، ليس هناك شيء بغير قدر الله كما تقول المعتزلة الذين يقولون: «إن الله ما خلق إلا الخير، وأما الشر إنما العبد هو الذي خلقه، فخلق الكفر والمعاصي»، ويقولون هذا من باب التنزيه لله -بزعمهم-؛ لأنهم ما عرفوا حكمة الله جل وعلا في المخلوقات، ويقيسونه على خلقه، وهذا باطل؛ فالمعتزلة يُخرِجون الكفر والشر من القضاء والقدر، ويقولون: «إن العبد هو الذي يُوجِد هذه الأشياء، ويأتي بها استقلالاً، دون أن يُقدِّرها الله عليه»، فمقادير الأمور كلها بِيَدِ الله، قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا [الفرقان: 2].

 فلا يحصل شيء إلا وقد قضاه الله، ولا يحصل شيء لم يُقدِّره الله.


الشرح