وَحُلْوِهِ
وَمُرِّهِ، وَكُلِّ ذَلِكَ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ رَبُّنَا، وَمَقَادِيرُ
الأُْمُورِ بِيَدِهِ، وَمَصْدَرُهَا عَنْ قَضَائِهِ.
****
على العباد، حُلْوٌ ومرٌّ من جهة العباد، فالشر مرٌّ،
والخير حلوٌ، كله من الله، الله خلق المتضادات لحكمة منه؛ حتى تعرف قدرته،
ومشيئته، وحكمته.
أي: الخير والشر: حلوه ومره كله «قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ رَبُّنَا».
فكل مقادير الأمور بِيَدِ الله، ليس هناك شيء بغير قدر
الله كما تقول المعتزلة الذين يقولون: «إن
الله ما خلق إلا الخير، وأما الشر إنما العبد هو الذي خلقه، فخلق الكفر والمعاصي»،
ويقولون هذا من باب التنزيه لله -بزعمهم-؛ لأنهم ما عرفوا حكمة الله جل وعلا في
المخلوقات، ويقيسونه على خلقه، وهذا باطل؛ فالمعتزلة يُخرِجون الكفر والشر من
القضاء والقدر، ويقولون: «إن العبد هو
الذي يُوجِد هذه الأشياء، ويأتي بها استقلالاً، دون أن يُقدِّرها الله عليه»،
فمقادير الأمور كلها بِيَدِ الله، قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾ [الفرقان: 2].
فلا يحصل شيء إلا وقد قضاه الله، ولا يحصل شيء لم يُقدِّره الله.
الصفحة 4 / 116